الأربعاء، 28 فبراير 2018

«مو صلاح» ينتصر على «الإسلاموفوبيا»




يتصاعَدُ الهَوَس بشكل غير مسبوق في بلاد الإنجليز بـ«مو صلاح»، كما يلقبونه، حيث يلعب في أشهر أنديتهم (ليفربول). وقد أصبح محمد صلاح ابن مصر البارّ ونجم كرة القدم الفذّ الذي أعاد منتخب بلاده إلى كأس العالم بعد غياب 28 عامًا، قبل أن يفوز بالكرة الذهبية كأحسن لاعب أفريقي، ظاهرةٌ إنسانيةٌ فريدة تدعو للإعجاب والفخر والتقدير.
ولنقرَأْ بعض العناوين التي تداولَتْها «الميديا» العربية والعالمية، الأسبوع الماضي.. لندرك التحوُّل الكبير الذي أحدثه صلاح في بريطانيا، معقل «الإسلاموفوبيا» في العالم الغربي، وكيف حَرَّكَت موهبته ومهاراته في ملاعب الكرة، مياهًا راكدة في علاقة الإنجليز مع الإسلام.. فشل لاعبون كثر (في ملاعب أخرى) في تحريكِها.
* هكذا يغيِّر صلاح وزملاؤه نظرةَ الغرب للإسلام. «سكاي نيوز عربية» نقلاً عن «الجارديان» البريطانية.. وتناقلته عشراتُ المواقع والصحف المصرية والعربية.
* مدير مسجد ليفربول: صلاح خير سفير للإسلام في إنجلترا. «بوابة العين الإماراتية» نقلاً عن صحيفة «ديلي ميرور» البريطانية.. وتناقلَتْه عشرات المواقع والصحف المصرية والعربية.
* محمد صلاح يثير جنون جماهير ليفربول.. مشجعو الريدز ينوون دخول الإسلام بسببه.. وأغنية الملك المصرى تهزُّ مدرجات «أنفيلد».. والفرعون ضيف دائم على حسابات «تويتر».. «اليوم السابع».
* مشجعو ليفربول: سنعتنق الإسلام إذا استمرَّ صلاح بالتألق.. «موقع العربية».
أما صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية العريقة فقد نشرت تقريراً مميزاً عن محمد صلاح، أكدت فيه أن صلاح نجح في تغيير سلوك الجمهور الإنجليزي، حيث قالت الصحيفة في تقريرها: «إن تألُّق اللاعب وأهدافه غيَّرَت فى سلوك الجمهور، الذي عُرِف عنه التصرُّفاتُ العنصرية تجاه الأقليات»، وأشارت إلى تراجع الحوادث العنصرية ضد الجالية المسلمة في بريطانيا، التي كانت قد ارتَفَعَتْ في السنوات الأخيرة بفعل تفاقُمِ ظاهرة الإسلاموفوبيا في المجتمع الإنجليزي.
وركَّزَ التقرير الصحفي على النشيد الذي ألَّفَه الجمهور لصلاح مؤخرًا، والذي يقول: «إذا سجلت المزيد، فسأصبح أنا مسلمًا كذلك»، وهو ما اعتبَرَتْه الصحيفة أمرًا غيرَ مسبوق في الملاعب الإنجليزية.
وكل ما سبق يبدو طيبًا ولطيفًا في سيرة اللاعب ومسيرته، ولكن ما يبدو لي غير لطيفٍ هو ما حدث هذا الأسبوع من تلاسُن بين مبتهلٍ وداعيةٍ حول أنشودة تغنَّى بها الأول حبًّا في صلاح وتقديراً لدوره في إسعاد الجماهير وترسيخ صورة طيبة عن الإسلام في معقل التعصُّبِ ضده، ورأى الثاني أن هذه الأنشودةَ غيرُ جائزة شرعاً!
ومع تقديري لكلٍّ من المبتهل والداعية؛ فقد أسهما دون قصد في الإساءة للإسلام وللأزهر، بهذا الموضوع الهزلِيِّ السخيف، حيث انبرى كلاهما ليدافِعَ عن وجهةِ نظره وشَمَّر عن ساعديه ليُجاهِدَ الآخر في رأيه.
وقبل أن ننزلق معهما، فلنسأَلْ أولاً: ما الداعي لأن يتغنَّي مبتهل بمحمد صلاح وهو يرتدي الزيَّ الأزهريَّ، وقد عُرِف عنه تخصُّصُه في إنشادِ مدائحِ النبيِّ والابتهالاتِ الدينية المعبِّرة والمؤثِّرة، لمصلحةِ مَنْ هذا الالتباس؟! أرى أن الداعيَ كان هَوَس الشهرة والـ«لايكات» التي يلهَثُ وراءها كلُّ الناس في عصرنا المزدحمِ بالباحثينَ عن الشهرة.
المؤسِفُ أن يُقحَم داعية (أزهري) في هذه المباراة المملَّة، ويُستَدرَج كلاهما (المبتهل والداعية) لأحد برامج «الهوس» الليلية، ليتنابزا بالأفكار ويتلاعبا في الآراء، ومعهم المذيع (اللَّمِّيع) الذي يُجاهِدُ لإقحام الموضوع في منطقة الدين، و(يُشعللها) بزجِّ الأزهر وزِيِّه في القصة الفاسدة، التي شارك في صنعها جمعُهُم، بعد أن توحدوا حول هدف واضح، وهو القفز على شهرة نجم عالمي كبير.. أحَبَّتْه الجماهير، لينالَهُمْ من شهرته.. نفحةٌ مباركة!
وقصةُ «أُنشودة لاعب الكرة» تتكرَّرُ كثيرًا، لإقحامِ مؤسسة الأزهر الشريف في دهاليز هذه الأفكارِ المرتبكة، والتصرُّفات المذمومة، أملًا في النيل من مكانتها أمامَ الرأي العام، ولهذا حديث آخر.
أما محمد صلاح، فله منّا كل الاحترام، وهو يستحقُّ أن نُقدِّرَه ولا نقحمه في هذا العبث ونتعلم كيف استثمر الإنجليز نجاحَه بعيدًا عن الجهل والخرافات، و«شُغْل الثلاثِ ورقات».

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

التاريخ في حضرة الشامة (1) - 19 يوليو 2014

كنا في أواخر شهر رمضان، جاي لي تليفون من شخص  كنت شايف إنه أذاني جدا، واتسبب لي في اكبر خسارة حصلت لي في حياتي..  وكنت مسخر نفسي بادعي عليه ...