الأحد، 16 نوفمبر 2014

«عنتيل» مصر.. و«عنتريات» العرب


«أعشق الخوخ المثلج.. لأنه يذكّرني بشفتيها اللتين قضمتهما يوم أن منحتني شرف تقبيلها لأول مرة.. لن أذكر اسمها، فهي تتذكرني جيدا.. مثل كل بنات أفكاري اللاتي حللن ضيوفًا على قلبي ذات ليلة.. وإن كانت هي تتمتع بلقب الأولى في كل شيء، لكنها أبدا لم تكن الأخيرة».
قفزت أمامي فجأة «قصاصة ورقية» كنت قد كتبتها في مراهقتي - عدّيها مراهقتي - تأثرا بمقطع من قصيدة «عشرين ألف امرأة أحببت» لفارس الشعر العربي نزار قباني: «عشرين ألف امرأة أحببت / عشرين ألف امرأة جرّبت / وعندما التقيت فيك يا حبيبتي / شعرت أني الآن قد بدأت». كان رقم الـ20000 امرأة مستفزا جدا لشاب مثلي يبحث عن نصف امرأة تبادله العشق حتى لو في أحلامه، قهرني نزار بعدد نسائه، فقررت أن أسابقه حتى لو في خيالي ومع بنات أفكاري - تمشي أفكاري برضه - ومنحت كلا منهن رقما، وتحدّيت العمر كي لا أموت قبل أن أتفوّق على نزار.
لكني الحمد لله تزوجت، ونضجت وتفهمت أن عنتريات الشعر محض خيال، لكن للتاريخ لم أنسَ قَطّ طعم الخوخ المثلج - ثمرة الفاكهة الأكثر قربا إلى قلبي وعقلي وروحي.
وبعد الزواج، تاهت مني الدنيا وتهت في دروب كثيرة، تلقفني قصيدة لأخرى، وشاعر لشعراء، وكتاب لمفكرين وأدباء، ومن المرأة للوطن، ومن الشعر للرواية، للصحافة، والسياسة، والدين، وفي كل درب كانت تتردد نفس «العنتريات»، التي اتضح لي أنها صفة أصيلة عميقة الجذور في شخصيتنا العربية، تجذبنا فنرددها وتصادف هوانا فنصدّقها، مثلنا مثل أطفالنا الذين يتسابقون على متابعة شخصياتهم المحببة الـ«Heros». فهذا زعيم سياسي يشبه «Ben 10 ultimate alien»، وهذه جماعة دينية مثل «Ninja Turtles»، وأرجو أن لا تحرجني مستفسرا عن اسم الزعيم أو الجماعة، فهذه عنترية لا تُحمد عقباها.
أفضّل أن ندَع السياسة «وبلاويها»، ونعود مرة أخيرة لسباقي مع نزار قباني. وللتاريخ أقول إن «عدّاد النساء» عندي توقف عند رقم «20» من غير ألف، وهذا ليس «نخعًا» أو محضَ خيال، فعندي من الدلائل ما يؤكد لمن نما إليه الشك، ربما في زماني لم تكن التكنولوجيا قد وصلت إلى مبتغاها من تطور، وربّك حليم ستّار.
إن اعترافي هذا ليس من «العنتريات» للمباهاة بإنجازاتي الذكورية - الخيالية طبعا - ولكنه مطالبة بحقي في اللقب، لقب «عنتيل مصر» الذي أستحقه عن جدارة ربما أكثر من الملتحي الذي قفز اسمه فجأة ليتصدر كل وسائل الإعلام - المحمولة والمركوبة - وأصبح ملء السمع والأبصار، بفضل «فيديوهات جنسية» تم تسريبها من جهاز كومبيوتر محمول يملكه، كان قد سلمه لفني صيانة لإصلاحه في قرية «السنطة» بمحافظة الغربية بدلتا مصر، فقام الفني بتسريب هذه الفيديوهات، مما أحدث فضيحة مدوية في القرية الصغيرة، واختطف الملتحي اللقب وسط حقد رجال كثيرين، ظنوا لسنوات أنهم «عناتيل»، لكن فاتهم أن يوثقوا بطولاتهم كي يتمكنوا من المطالبة بأحقيتهم في هذا اللقب المنعش.
ولعشاق اللغة، تقول المعاجم العربية إن مصدر كلمة «عنتيل» هو كلمة «عنتل»، ومعناها «الصُّلْب الشديد، وعَنْتَلَ الشيءَ: خَرَّقَهُ قِطَعًا»، والمعنى واضح لا يحتاج إلى تحليل أكثر. كما تنسب «عنتيل»  إلى كلمة «أنتوري» في اللغة المصرية القديمة (وفقاً للموقع الإلكتروني dotmsr.com)، وهي تعني «الرجل القوي» والتي تطورت عبر العصور إلى أن أصبحت «عنتري» أو «عنتيل».
المدهش في قصة «عنتيل السنطة» أن السبب المباشر في فضيحته هو شبهة ارتباطه بأحد التنظيمات الحزبية السلفية، وهو ما ارتفع بالقصة إلى قمة الإثارة بالخلطة الثلاثية: جنس وسياسة ودين. والغريب في القصة أنه لم يتم القبض عليه حتى كتابة هذه السطور. لست قانونيا كي أفتي في الأمر، لكني لا أفهم، رجل يعاشر نساء متزوجات ويصورهن أثناء هذه المعاشرة، وتنتشر هذه الفيديوهات المصورة بمعرفته في كل بيت في قريته، وتصل إلى السادة أزواج السيدات «الفضليات»، «المتصورات.. عاريات». كيف يبقى هذا الرجل بعد كل ذلك حرا طليقا؟
ربما يتحفز «نطع» إعلامي وتأخذه «العنترة» المهنية، ويسخر من مناقشتي لقصة «تافهة» من وجهة نظره، ويطالبني بالكتابة عن «الهجوم البحري على لنش عسكري في دمياط»، أو عن «انتحار الناشطة السياسية زينب المهدي»، لكني لن أمنحه شرف الرد عليه، سأكتفي وأسأله، وأتمنى أن يجب بشجاعة: هل شاهدت فستان هيفاء وهبي في «STAR ACADMY» ليلة الخميس «المفترجة»؟
كلمة أخيرة، استمتع بالـ«عنتلة» مع نساء أفكارك، ولا تأخذك الـ«عنترة» السياسية أو الدينية، فبهما تكتمل الدائرة وتغلق عليك، وتجد نفسك مفضوحا فضيحة الملتحي بـ«لاب توبه».

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

التاريخ في حضرة الشامة (1) - 19 يوليو 2014

كنا في أواخر شهر رمضان، جاي لي تليفون من شخص  كنت شايف إنه أذاني جدا، واتسبب لي في اكبر خسارة حصلت لي في حياتي..  وكنت مسخر نفسي بادعي عليه ...