الخميس، 20 يوليو 2023

التاريخ في حضرة الشامة (1) - 19 يوليو 2014



كنا في أواخر شهر رمضان، جاي لي تليفون من شخص كنت شايف إنه أذاني جدا، واتسبب لي في اكبر خسارة حصلت لي في حياتي.. 

وكنت مسخر نفسي بادعي عليه في كل سجدة طوال الشهر الكريم، ورغم ان مكالمته يومها كانت أكتر جبر خاطر ليا، وكنت سعيد بيها جدا، لكني ما كنتش عارف اتعامل معاه ازاي، وخصوصا انه كان متصل يصالحني ويحايلني ويقدم لي عرض شغل كمان.. 
 
يومها كنت قاعد أشرب شيشة على قهوة في وسط البلد زي العادة، وكنت تقريباً مش سامعه ومركز في «كركرتها»، الدنيا مش الشيشة، الدنيا اللي بتلعب بينا وممكن تجيبنا الارض وبعدين تخلينا في السما ونكسب مكسب اكبر من توقعاتنا واحلامنا، ساعتها مش بنبقى عارفين نتصرف ازاي.

وفضلت سنين كتير بعد اليوم ده..
باشد وباكركر..
ومش عارف اقرر..

بس تعرف ايه الاصعب بقى؟ 
الأصعب، لما تعيش وتشوف نهاية شخص ظلمك، ممكن ما تستحملش ومخك يلسع، وممكن تتعظ، وتقدر تبعد عن الصورة وتفكر، وتفهم انه أكيد فيه ناس شايفاك (شرير) زيه وبتدعي عليك، وممكن تكون المصايب اللي نازلة فوق دماغك انتقام ربنا،  وممكن العكس وتكون ابتلاء عشان ربنا بيحبك..

الدنيا متاهة كبيرة اوي مش هاتقدر تعرف مين ظالم ولا مين مظلوم، ولا مين هو اللي خسران ومين اللي كسب الرهان، كلنا بنشوف على كيفنا، بنشوف اللي بيريحنا.. كلنا أشرار وكلنا طيبين.. المهم مين في أخر الرحلة هايقدر يبص في وشه في المرايا..
 
المدهش بقى
انه في الاخر، طلعت زاوية رؤيتي ضيقة جداً، وهي اللي خلتني اشوف الشر بس، وطلع صاحب المكالمة «إنسان عادي» لا شيطان ولا ملاك، وحسيته في اخر الفيلم طيب كمان..

واكتشفت اني ما انفعش غير إني اكون «فنان»..

ولهذا نويت اكتب ببنط عريض ع النعش: 
«مات وكان نفسه مرة.. ما يندمش». 



* الصورة الأولى في ميدان "الطرف الأغر" بالعاصمة الإنجليزية، لندن عام 2007 (Trafalgar Sq, London)

* الصورة الثانية من داخل قصر المنتزه بالاسكندرية، فندق فلسطين عام 2017

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

التاريخ في حضرة الشامة (1) - 19 يوليو 2014

كنا في أواخر شهر رمضان، جاي لي تليفون من شخص  كنت شايف إنه أذاني جدا، واتسبب لي في اكبر خسارة حصلت لي في حياتي..  وكنت مسخر نفسي بادعي عليه ...