الخميس، 15 فبراير 2018

يا بلادي يا بلادي.. أنا باحبك يا بلادي


دخلَتْ مصر، مطلعَ هذا الأسبوع، مرحلةً حاسمةً في حربها ضدّ الإرهاب، حيث ينفِّذ جيشنا الباسل «خطةَ المجابهة الشاملة للعناصر والتنظيمات الإرهابية والإجرامية بشمال ووسط سيناء ومناطق أخرى بدلتا مصر والظهير الصحراوي غرب وادي النيل»، كما ذكر البيان الأول الصادر عن القوات المسلحة، يوم الجمعة التاسع من فبراير (شباط) الحالي، الذي أعقبته بيانات أوضحَتْ التطوُّر في العمليات وحصادَ ما تمَّ من نتائجَ مأمولة، منها القضاء على عدد من الإرهابيين والقبضُ على عشرات منهم، كذلك تدمير أهداف ومخازن وخنادق تستخدمها العناصر الإرهابية في الاختفاء، وإخفاء العبوات الناسفة والمواد المتفجرة.

«يا بلادي يا بلادي.. أنا باحبك يا بلادي»
لا نملك غيرَ كلماتنا المحبَّة للوطن، وتقديرِنا الكبير للجيش وأبنائه من المقاتلين الشجعان، الذين خرجوا للجهاد في سبيل الله وضد أعداء الله «يطبقون حُكم الله على الإرهابيين في سيناء»، كما أكد الدكتور عباس شومان وكيل الأزهر. وكانت المؤسسة الشريفة قد دعت جميع أبناء الشعب المصري لدعم القوات المسلحة ورجال الأمن في مواجهتهم لتلك العناصر الإرهابية والإجرامية، «حتى تتطهَّر مصر من دَنَس تلك العصابات، التي روَّعَت الآمنين وسفكَت الدماء المعصومة، وعاثت في الأرض فسادًا».
وقد تابع الإمام الأكبر شيخ الأزهر باهتمام العمليات العسكرية، ووَجَّه رسالة طيبة للقوات المشاركِة فيها فورَ بدءِ العملية الشاملة للقوات المسلحة، أكد لهم فيها وقوف الأزهر (علمائه وطلابه) معهم في خندق واحد ضد قوى الشّرِّ والإرهاب.

«يا بلادي يا بلادي.. أنا باحبك يا بلادي»
واختزل الشيخ الطيب مشاعر ملايين المصريين حين ختم رسالته لإخواننا وأبنائنا من رجال الجيش والشرطة، قائلاً: «أبطالنا البواسل.. تسلحوا بالإيمان بالله، واعلموا أنكم في مهمة وطنية لحماية البلاد والعباد.. قلوبنا جميعا معكم، وألسنتنا تلهج بالدعاء لكم.. ونسأل الله لكم النصرَ المبين، وأن يعيدكم إلى دياركم سالمين.. واصمدوا فالله حافظكم وناصركم ولن يخذلكم».

«يا بلادي يا بلادي.. أنا باحبك يا بلادي»
ستبقى خالدةً تتردَّدُ في وجداننا بشجن، كأنها صرخةُ وداعِ كلِّ شهيد يسقط على أرض المعركة، أو كأنها تراتيلُ كلِّ بطل صامد على جبهة القتال، شامخٍ كالأسد في ظلمة الليل الحالك يعاند مناخًا قاسيًا وعدوًّا جبانًا يتخفَّى بين شقوق الجبال، يرتعد خوفًا عندما يسمعُها قويةً.. تزلزل القلوب الموصدة على غِلِّها وحقدها وأفكارها القاتلة، فتخرج علينا كالجرذان المذعورة وتطل بــ«فيديو» خائب وساذج مثلها، كأنه «صرير» تهدد فيه وتتوعد، أملًا في إحداث أيِّ تأثير سلبي على مجريات العملية العسكرية الشاملة في سيناء.

«يا بلادي يا بلادي.. أنا باحبك يا بلادي»
يردِّدها بأملٍ أهلُنا في سيناء، الذين دفعوا وحدهم النصيب الأكبر من فاتورة الإرهاب، وتحمَّلوا القدر الأصعب من الخسائر وما زالوا بنَفْس راضية يقدمون المزيد من التضحيات، ويقاومون الإرهاب بدعمهم الصادق لجيش بلادهم، ويكافحون الموت الذي يحاصرهم في كل مكان وكل وقت، بالحياة والعمل، وقلوبهم تحلم بالخلاص القريب من هذا الكابوس اللعين. وفي مقدمة طابور العطاء والتضحية يقف أهل العريش (أكثرُ مَن غَدَرَهم الإرهاب)، على العهد باقين، ولتراب الوطن.. عاشقين.

«يا بلادي يا بلادي.. أنا باحبك يا بلادي»

لا تنتظر مصرُ منكم في حربها إلا أن تُحِبّوها وتحفظوها في قلوبكم، وتخصوها في عيد الحب 2018، بأن تكون «محبوبةَ» العامِ التي نتقرب إليها جميعًا بأجمل الهدايا، وأغلاها.. نمنحها حياتنا مخلصين.. ونشكرها صادقين، ونعدها بأن نقف جميعًا متكاتفين.. شعبًا وجيشًا.. مصريين.


*نشر في جريدة صوت الأزهر بتاريخ 14 فبراير 2017

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

التاريخ في حضرة الشامة (1) - 19 يوليو 2014

كنا في أواخر شهر رمضان، جاي لي تليفون من شخص  كنت شايف إنه أذاني جدا، واتسبب لي في اكبر خسارة حصلت لي في حياتي..  وكنت مسخر نفسي بادعي عليه ...