عنوان مقالي مقتَبَس من واحد من أشهر كُتُب الأستاذ محمد حسنين هيكل، «لمصر.. لا لعبد الناصر»، ومثله أيضًا فإن ما سأكتُبُه لأجل خاطر مصر. وقَفَزَ العنوان في رأسي وأنا أُتابِعُ مشهد الانتخابات الرئاسية 2018، الذي يستلزمُ منا مراجعةَ مشاهدَ أخرى سابقةٍ عليه، كي تكتملَ أمامَنا «حكاية وطن» كان على حافَّةِ الهاوية وأنقذَتْه يَدُ الله، وسخَّرَت له جيشًا قويًّا.. عظيمًا، يتقدمه قائد.. ذكي.. شجاع.. أدرك في لحظة الخطر، أنه لا مفرَّ.. فلبَّى نداءَ شعبِهِ ولا يزال على العهد باقيًا.
احتشدت جموعُ المصريين التي في الخارج قبل الداخل أمام اللجان الانتخابية، ومن المحالِ أن تكونَ قد نَزَلَتْ وتحمَّلَتْ عبءَ الخروجِ (لا سيِّما كبار السنِّ)، لتنتخبَ مرشحًا ناجحًا بالفعل، لكنها نزلت وشاركت وصوتت بـ«نعم» على وطن استعادَ رُوحَه ووجودَه.. استعادَ مدنِيَّتَه ووطنِيَّتَه.. استعادَ مكانَتَه وكبرِيَاءَه.. استعادَ مِصرِيَّتَه.
إن ما تَمَّ إنجازه في الفترة الرئاسية الأولى لعبد الفتاح السيسي، لا تكفيه الحروف ولن تستوعِبَه المساحةُ المحدَّدَةُ للمقال، فما تحقَّقَ وتلمحُهُ في وجوه المصريين من رضًا ومحبَّةٍ، وهم الذين منحوه ثِقَتَهُمْ وحلمَهُم وأصواتَهم وتفويضَهم، وتحملوا معه أعنفَ القراراتِ وأصعبَ الآلامِ التي ما كانوا ليقبلوها إلا أملًا في مستقبل لاحَتْ بشائِرُهُ، وحصادًا ينتظره الجموع، وقد تستطيعُ السطور المقبلة أن تعرض بعض ما تحقق بإيجاز.
·
ارتفاع
الاحتياط النقدي إلى 42.5 مليار دولار بعد أن كان 16 مليار دولار في عام 2014، وانخفاض
ميزان العجز التجاري، بانخفاض الواردات بمبلغ 16 مليار دولار.. وهو ما حفز
الصناعات الوطنية.
·
ارتفاع
الاحتياطي النقدي إلى 42.5 مليار دولار بعد أن كان 16 مليار دولار في عام 2014،
وانخفاض ميزان العجز التجاري، بانخفاضِ الواردات بمبلغ 16 مليار دولار.. وهو ما
حفَّزَ الصناعاتِ الوطنية.
·
انخفضت
معدلات البطالة من 13.4 % إلى 11.9 % وتحقَّقَ ذلك في ضوءِ توفير فرص عملٍ كثيفةٍ
في المشروعاتِ القوميةِ الكبرى وبما يصلُ إلى 3.5 مليون عامل، وانخفضت معدلات
التضخم من 35 % إلى 22 %.
·
تراجع
عجز الموازنة العامة كنسبةٍ للناتجِ المحلي الإجمالي من 16.7 % عام 2013 إلى 10.9
% عام 2017، وارتفاع تدفق الاستثمارات الأجنبية المباشرة بنسبة 14 % في العام
المالي 2016 - 2017.
·
بناء
25 ألف وحدة سكنية لتوفير مسكنٍ ملائم لقاطني المناطق العشوائية، تنفيذ 245 ألف
وحدة سكنية إسكان اجتماعي للمواطنين بتكلفة إجمالية بلغت 32 مليار جنيه ويجري
تنفيذ 355 ألف وحدة بتكلفة 71 مليار جنيه.
·
إنشاء
وتطوير نجو 7 آلاف كيلومتر من الطرق، بتكلفةٍ إجمالية تخطَّتْ 85 مليار جنيه، وما
يقرب من 200 كوبري تكلفتهم نحو 25 مليار جنيه.
·
إضافة
قدرات كهربائية بلغت 25 ألف ميجاوات من الطاقة التقليدية والمتجددة حتى يونيو 2018
تكافئ نحو 12 ضعف قدرة السد العالي.
·
توقيع
62 اتفاقية بحث واستكشاف للبترول والغاز، وتضاعف اكتشافات الغاز الطبيعي 8 أضعاف
عن مثيلاتها خلال الفترة من 2010 إلى 2014 لتصل إلى 36.8 تريليون قدم مربع.
·
إنشاء
العاصمة الإدارية الجديدة و13 مدينة جديدة بالمحافظات، وحفر قناة السويس وشقها
وافتتاحها فى عام واحد بتكلفة 64 مليار.
·
إقامة
مشروع استصلاح وزراعة مليون ونصف المليون فدان، وإنشاء 100 ألف صوبة زراعية تعادل
في إنتاجها مليون فدان.
·
إقامة
مشروعات كبرى للاستزراع السمكي بشمال الدلتا وشرق القناة بجانب مشروعات مزارع
الإنتاج الحيواني والدواجن.
·
زيادة
المعاشات بنسبة 15 % فى 2017. وارتفاع المستفيدين من معاش «تكافل وكرامة» إلى 2.5 مليون
أسرة، مع زيادة الحد الأدنى له بنسبة 30 %. زيادة مخصصات التموين إلى 50 جنيهًا
للفرد بعد أن كان 21 جنيهًا فى 2014.
·
تخصيص
200 مليار جنيه قروضًا ميسَّرَةً للشباب من البنوك بفائدةٍ مخفَّضةٍ لا تتجاوزُ 5
في المائة لتوفير التمويل اللازم لهم لإنشاء مشروعات صغيرة منتجة.
إنشاء الأكاديمية
الوطنية لتأهيل وتدريب الشباب، وعقد 5 مؤتمرات للشباب بعدد من المحافظات أعادت رسم
علاقة الدولة بالشباب.
·
إجراء
مسح طبي لـ5 ملايين مواطن مصري من فيروس «سى» وإعلان مصر خالية من المرض فى 2020.
وينهي المصريون اليوم «انتخاب
الرئيس»، بعد أن قدَّمُوا صورةً مشرِّفةً ومُفرِحةً في واحدة من أعقد الانتخابات
التي عرفتها مصر، فقد كان أمرًا شديدَ الصعوبة، أن تُقنِع الجماهير بالمشاركة
والتصويت لرئيسهم صاحب الشعبية الكبيرة، الذي لا يُنافِسُه أحد، ولم يُفلِح أن
يترشَّح أمامه أحد (إلا مرشح اللحظة الأخيرة)، فاختَفَتْ أهمُّ حوافز المشاركة،
وهي المنافسة، التي تخلق أجواءَ معركةٍ ينجذب إليها الناس ويتفاعلون معها، وتوقَّع
الجميع ضعفًا واضحًا، وربما عزوفًا من المصريين، وظنَّ أهل السوء أن هذا سيسحب
شرعية نظام الحكم، وخرجت علينا دعوات طائشة لمقاطعة الانتخابات، لَمَّح إليها نفر
قليل من أشتاتٍ معارِضةٍ (انتَهَتْ صلاحياتُها السياسية)، فكان ردُّ الفعل حاسمًا
وعنيفًا، ومعه برقت وألَحَّت «حتمية الحشد»، وأهمية المشاركة السياسية لجموع
الشعب، الذي أدرَكَ أن بلاده يُحيطُها الشرُّ من كل جانب، ويتربَّص بها الخوَنة
والمأجورون والعملاء، لهذا فإن مَن صوتوا وشاركوا في هذا الانتخابات الرئاسية، أي
كان شكل مشاركتهم سواء من منحوا صوتهم للرئيس أو مُنافِسِه أو من أبطلوا صوتهم،
جميعهم قالوها صريحة: «إننا نشارك لمصر.. لا لعبد الفتاح السيسي»، نشارك دعمًا لاستقرارها
وأمنها وأمان شعبها.
حفظ الله مصرَ وشعبَها
وجيشَها.. وحفِظَ رئيسَها المنتخب.
*نشر في جريدة "صوت الأزهر" بتاريخ 28 مارس 2018
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق