الخميس، 15 نوفمبر 2012

نبوءة البنزين



أكملت «جمعة الشريعة» 9 نوفمبر 2012، بحسب ما سماها من خرجوا فيها، حلقة جديدة من حلقات مسلسل «مصري» ينفذ على الطريقة «التركية» من حيث طول العمل الدرامي، لكن بجودة تقارب الدراما «الخليجية» من حيث سوء المستوى الفني الذي يجعلها لا تصلح حتى للتسويق المحلي. ولمن لا يعلم الكثير عن صناعة الدراما المذاعة على الفضائيات العربية، أخبره بأن هذا العمل ستتم «دبلجته» قريبا إلى اللهجة السورية!!!
يا بني مصر، إنا لمقبلون على «دم»..
والذبائح هذه المرة من المراعي المصرية..
أفيقوا قبل النحر.. رحمكم الله.
هذه ليست نبوءة عراف يخبركم بالطالع، ولا تخمين من يدعي لنفسه قدرة استشراف المستقبل.. إن التصعيد والشحن الديني المتبادل بين كل الأطراف، الذي وصل إلى  التنابز بـ«التكفير» هي «ملامح على الطريق» المراد لنا أن نخوض فيه.. لقد غرقت مصر في بنزينها - رغم طوابير البحث عنه - وتنتظر من يشعل عود الثقاب الأخير لتحترق.
أقرأوا هذه العناوين لتدركوا أين وصلنا:
* «نعم نحن حطمنا تماثيل بوذا في أفغانستان، وإننا مكلفون بتحطيم الأصنام، وسنحطم تماثيل (أبو الهول) و(الأهرامات) لأنها أصنام وأوثان تعبد من دون الله». من حوار للشيخ مرجان سالم الجوهري القيادي بالسلفية الجهادية مع الإعلامي القدير وائل الإبراشي على قناة «دريم».
* «لا يجوز لمسلم أن يشارك في احتفال بإنهاء عهد الخلافة الإسلامية»، الحديث للشيخ ياسر برهامي نائب رئيس الدعوة السلفية تعليقا على حضور مساعد رئيس الجمهورية الدكتور عماد عبد الغفور حفل العيد القومي للسفارة التركية لدى مصر.
* «بعد مناقشات بين مشايخ الجبهة السلفية.. تلقينا نصائح من عموم مشايخنا الكرام بعد أن تأكد لهم أن تنصيب البطريرك أمر ديني يتعلق باعتقادات أهل ملته فيه، وهذا لا يعتقده ولا يرضاه مسلم لمخالفته لديننا». بيان الدعوة السلفية حول حضور حفل تنصيب البابا الجديد للكنيسة المصرية.
هذه بعض الأقوال القليلة من «كثير» تكتظ بها وسائل الإعلام  بشتى أنواعها، وكلها يؤكد مدى صحة «نبوءة البنزين» السابقة، ويبشرنا بما نحن مقبلون عليه بفضل الإخوة المتعاملين في بورصة «الدين»، الذين بفضلهم تحول إلى تجارة رائجة - بدلا من أن يكون عبادة رائجة - شيدت من أجلها «دكاكين الهواء»، التي تألق بعض روادها وتجلى فصدر قرار بإيقافه 25 يوما.
تحضرني في النهاية كلمات قالها صديق بريطاني عبر حسابه على «فيس بوك» يوم الجمعة الماضي: «غضبتم وبلغ غضبكم حد الحماقة حينما ظهر فيلم قصير - لم يشاهده غيركم - مدته دقائق أنتجه بعض الأوغاد.. إذن ماذا أنتم فاعلون مع مسلسل تنتجونه بالكامل يسيء إلى الإسلام والمسلمين.. وبالطبع يسيء إلى رسولكم العظيم قبلكم؟!».




نشر هذا المقال في جريدة صوت الأزهر في عدد الصادر يوم الجمعة 16 نوفمبر 2012

هناك تعليقان (2):

  1. لن أقول كفانا صراخا ، بل أقول : ما العمل ؟
    ألا يجب أن نفكر فيما يوقف هذا الدمار ؟
    أم سنظل نحذر ونحذر دون أن تكون لدينا رؤية للخروج من هذا التيه الذي نعيشه .
    يجب على كاتب المقال أن يقدم لنا رؤيته لاصلاح الفكر الديني ، أو يتعرف على رؤيتي .

    ردحذف
  2. أحمدصلاح

    ربما ما زلنا نأمل أن في روح مصر القديمة ما يهلهل هذا الضباب، ونعول شيئا ما على طبيعة الشعب في أن يزيح مثل ذلك الركام الجديد..

    (أفيقوا قبل النحر).. ما أروعها من كلمات..!! علنا نفيق!!

    ردحذف

التاريخ في حضرة الشامة (1) - 19 يوليو 2014

كنا في أواخر شهر رمضان، جاي لي تليفون من شخص  كنت شايف إنه أذاني جدا، واتسبب لي في اكبر خسارة حصلت لي في حياتي..  وكنت مسخر نفسي بادعي عليه ...