السبت، 13 يناير 2018

«القوى الناعمة» في معرض الكتاب


شَجَّع النجاح الكبير للحضور الأزهري بمعرض القاهرة الدولي للكتاب في العام الماضي، إدارةَ المؤسسةِ الدينية الأهمّ في العالم على زيادةِ مساحة حضورها في معرض هذا العام، من خلال جناحٍ رسمي مستقلٍّ للأزهر الشريف، يعرض فيه كُتُبِه والمطبوعات الصادرة عن قطاعاته المختلفة، فضلًا عن إقامة ندوات يومية لعلماء الأزهر طوال فترة المعرض، وقد أثنى الكاتب الكبير يوسف القعيد عضو مجلس النواب، وعضو اللجنة العليا لمعرض القاهرة الدولي للكُتّاب في تصريحات صحافِيّة على المشاركةِ الأزهرية بمعرض الكتاب في دورته الـ49، والذي تحل فيه الجزائر، ضيف شرف، وتقام فعالياته تحت شعار «القوى الناعمة.. كيف؟»، في الفترة من 27 يناير، وحتى يوم 10 فبراير.
لا شكَّ أن المشاركة في معرض الكتاب عمل أكثر من رائع يستحقُّ أن نحيي مَن يقف وراءه ونشكر من ينظِّم ويدير شكل المشاركة، ونطالِبُه بتنويعِ أدواتِ المشاركة، وحُسْن اختيار مَن يمثِّل الأزهر فيها، لأن المعرض يُعد أبرز حدثٍ ثقافيّ يُنظَّم في مصر سنويًّا، ويحجّ إليه ملايين الزوار من شتَّى أنحاء الجمهورية، بل ومن سائر البلاد العربية، لذا فهو فرصة مُثلى للترويج للأزهر وأفكاره، وتسويق إنتاجه الفكري الراقي في هذا المحفلِ الكبير الذي يجمع أصنافًا وأعمارًا مختلفةً من العقول، تأتي مستعِدَّة ومستقبِلَة لكل ما يُقدَّم لها، خصوصًا من مؤسسة تثقُ فيها وفي أبنائِها من العلماء الأجِلَّاء، سواء قُدِّم هذا المحتوى في شكل إصداراتٍ مطبوعةٍ، أو من خلال الاتصال الجماهيريِّ المباشر.
وقد تم تخصيص 1000 متر للأزهر الشريف بكل قطاعاته «المشيخة، مكتبة الأزهر، قطاع المعاهد الأزهرية، جامعة الأزهر، مجمع البحوث الإسلامية، المنظمة العالمية لخريجي الأزهر»، وأوضح الدكتور هيثم الحاج على رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب في تصريحات لبوابة «الأهرام» أن الأزهر كان يشارك كل عام، لكن مشاركته هذا العام هي الأقوى.
وكنت أتمنى أن تتسع مشاركة الأزهر الجغرافية، ولا تقتصر على جناح وحيد، بل تمتدُّ لتغطي مساحة المعرض الشاسعة، وربما تصلُحُ فكرة «الأكشاك» التي هاجَمَها غلاة من المتعصبين، وأراها نقلةً فكرية في شكل الدعوة وآلياتِها؛ وتتسق مع البساطة المحمدية في الفكر الإسلامي، وأظن أنها تستحقُّ أن تستعيد وجودَها في مثل هذا الحدث، لأنها تمثِّل حلًّا سحريًّا يتناسب مع طبيعة المعرض التنظيمية، وهو أمر يُدرِكه جيدًا المترددون على المعرض، وأصحاب دور النشر.

وأخيرًا، أتمنى على الأعزاء منظَّمِي ومعدِّي الندوات داخلَ جناح الأزهر بمعرض الكتاب، أن يُصمِّموا برنامجًا جذابًا في محتواه، عصريًّا في عناوينه، يجتذب القطاع الأكبر من زوار المعرض من الشباب، وأتمنى أن يكون من بين ضيوف هذه الندوات (في مناظرات فكرية راقية)، كلُّ من اختلفوا مع الأزهر واعترضوا على أيٍّ من سياساته أو قراراته أو جَنَحوا في الرأي ضد ما تجتهد المؤسسة في تقديمه، لن أطرحَ اقتراحات، فأسماؤهم يعرفها الجميع، ويمكن لأي باحث مجتهِد أن يُقدِّم قائمة من الأساتذة الذين نكِنُّ لهم كل التقدير رغمَ اختلافنا معهم، ووجودُهُم في ظني ربما يُسهِم في حالة حِرَاك فكري حقيقي، وهي غاية ما يتمنَّاه الأزهر من هذه المشارَكة المبارَكَة في عُرْس الكتاب المصري.

* نشر في جريدة "صوت الأزهر" بتاريخ 10 يناير 2018

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

التاريخ في حضرة الشامة (1) - 19 يوليو 2014

كنا في أواخر شهر رمضان، جاي لي تليفون من شخص  كنت شايف إنه أذاني جدا، واتسبب لي في اكبر خسارة حصلت لي في حياتي..  وكنت مسخر نفسي بادعي عليه ...