الخميس، 20 يوليو 2023

التاريخ في حضرة الشامة (1) - 19 يوليو 2014



كنا في أواخر شهر رمضان، جاي لي تليفون من شخص كنت شايف إنه أذاني جدا، واتسبب لي في اكبر خسارة حصلت لي في حياتي.. 

وكنت مسخر نفسي بادعي عليه في كل سجدة طوال الشهر الكريم، ورغم ان مكالمته يومها كانت أكتر جبر خاطر ليا، وكنت سعيد بيها جدا، لكني ما كنتش عارف اتعامل معاه ازاي، وخصوصا انه كان متصل يصالحني ويحايلني ويقدم لي عرض شغل كمان.. 
 
يومها كنت قاعد أشرب شيشة على قهوة في وسط البلد زي العادة، وكنت تقريباً مش سامعه ومركز في «كركرتها»، الدنيا مش الشيشة، الدنيا اللي بتلعب بينا وممكن تجيبنا الارض وبعدين تخلينا في السما ونكسب مكسب اكبر من توقعاتنا واحلامنا، ساعتها مش بنبقى عارفين نتصرف ازاي.

وفضلت سنين كتير بعد اليوم ده..
باشد وباكركر..
ومش عارف اقرر..

بس تعرف ايه الاصعب بقى؟ 
الأصعب، لما تعيش وتشوف نهاية شخص ظلمك، ممكن ما تستحملش ومخك يلسع، وممكن تتعظ، وتقدر تبعد عن الصورة وتفكر، وتفهم انه أكيد فيه ناس شايفاك (شرير) زيه وبتدعي عليك، وممكن تكون المصايب اللي نازلة فوق دماغك انتقام ربنا،  وممكن العكس وتكون ابتلاء عشان ربنا بيحبك..

الدنيا متاهة كبيرة اوي مش هاتقدر تعرف مين ظالم ولا مين مظلوم، ولا مين هو اللي خسران ومين اللي كسب الرهان، كلنا بنشوف على كيفنا، بنشوف اللي بيريحنا.. كلنا أشرار وكلنا طيبين.. المهم مين في أخر الرحلة هايقدر يبص في وشه في المرايا..
 
المدهش بقى
انه في الاخر، طلعت زاوية رؤيتي ضيقة جداً، وهي اللي خلتني اشوف الشر بس، وطلع صاحب المكالمة «إنسان عادي» لا شيطان ولا ملاك، وحسيته في اخر الفيلم طيب كمان..

واكتشفت اني ما انفعش غير إني اكون «فنان»..

ولهذا نويت اكتب ببنط عريض ع النعش: 
«مات وكان نفسه مرة.. ما يندمش». 



* الصورة الأولى في ميدان "الطرف الأغر" بالعاصمة الإنجليزية، لندن عام 2007 (Trafalgar Sq, London)

* الصورة الثانية من داخل قصر المنتزه بالاسكندرية، فندق فلسطين عام 2017

الثلاثاء، 7 سبتمبر 2021

في محبة «مرسي الزناتي»

 




ولنا أن نقتدي بالدولة في تكريمها للفن والفنانين، وخاصة الراحلين منهم، خاصة وقد بلغت الحفاوة مداها، وأطلق أسم فنان راحل (سمير غانم) على أحد المحاور والطرق الجديدة، ليصبح في مصاف الشهداء والمناضلين والمفكرين ورجال السياسة وأهل الحكم، لهذا لم أتردد في قبول دعوة إحدى القنوات المصرية الحكومية للحديث عن الفنان الراحل سعيد صالح، نجم الكوميديا، والممثل المشاغب الذي لعب دوراً مؤثرا في تاريخ الفن المصري.

وبدأت على الفور أستعيد قصة «مرسي الزناتي»، اللقب الذي أشتهر به سعيد صالح لسنوات بعد نجاح مسرحيته الشهيرة «مدرسة المشاغبين»، التي تعد من أهم المسرحيات في تاريخ المسرح المصري، من حيث امتداد سنوات عرضها واتساع نطاق تأثيرها، والذي وصل مداه إلى عامنا الحالي، حيث انفردت إحدى المنصات التليفزيونية العربية بحق عرض النسخة (الملونة) من المسرحية بعد 47 عام من عرضها الأول على المسرح، وبعد عرضها التليفزيوني (ابيض أسود) لسنوات طويلة قبل أن تعيدها التكنولوجيا الحديثة إلى الحياة بشكل جديد.

وبعد النجاح الساحق للمشاغبين، انطلقت مسيرة سعيد وأخذت رحلته طبيعية درامية مؤثرة، من قمة النجومية إلى قاع السجن، ومن ممثل (منفلت) يجسد (تفاهة) عصر إلى درويش صوفي هائم في رحاب الله ومحبة الفنون، يحرض الجماهير في مسرحياته على رفض الظلم والقهر والتخلف، مما جعله دائماً في مواجهة مستمرة مع السلطة، سببت له خسائر كثيرة، أبرزها اختفاء تاريخه المسرحي ومنعه من العرض التليفزيوني، وتقصير الإعلام في تكريمه وتقديره حياً وميتاً.

وسعيد صالح، حاصل على ليسانس الأداب عام 1960، بدأ حياته في مسرح التليفزيون، وكانت نقطة انطلاقه الفنية مسرحية «هالو شلبي»، وقدم خلال مسيرته الفنية أكثر من 500 فيلم سينمائي، لكن كان عشقه أصيلاً للمسرح (أبو الفنون)، وقدم فيه أهم أعمال الفنية وأكثرها تأثيراً، ويصفه أستاذنا الساخر الكبير محمود السعدني في فصل بعنوان «العيال» من كتابه «المضحكون» قائلاً: « انه الولد الأهبل المنشرح الصدر، صاحب الغفلة الحلوة المنبهج لكل ما يحدث في الحياة من أفراح واتراح ومصائب سوداء متلتلة، ولو تعقل قليلاً وانضبط في حياته وفي سلوكه، ولو ادخر كل جهده وقوته للعمل لانفجر مثل قنبلة زنة ألف رطل»، ويكمل الأستاذ السعدني: «يأتي سعيد صالح في المقدمة من شلة العيال، وهو أخفهم دماً ، بل هو أخف دم مضحك على الإطلاق، قادر على إضحاك الطوب بحركة أو بلفتة أو بإشارة من إصبعه الصغير، وهو ممثل خلق ليحترف هذه المهنة ويشترك مع على الكسار في ميزة هامة في انه لا يعتمد على التمثيل ولكنه يتحرك على المسرح كما يتحرك في الشارع ويتكلم بين شلة الأصدقاء المقربين».

ولعل أبلغ من وصف سعيد صالح، هو رفيق دربه الزعيم عادل إمام، شريكه في رحلة الكفاح والصعود إلى القمة، والذي لقبه بـ «زوربا المصري»، شاهداً على بساطته وتلقائيته وعشوائيته، وتمرده ورفضه لأي قيود والتي كانت أبرز تجلياتها، اتهامه الدائم بـ «الخروج عن النص».

و«زوربا» هو بطل قصة الكاتب الشهير نيكوس كازانتزاكيس، والذي تعتبر روايته «زوربا اليوناني» أيقونة أدبية عالمية، ترجمت إلى العديد من اللغات وتحولت إلى فيلم سينمائي عظيم من بطولة النجم العالمي أنتوني كوين، واشتهرت موسيقى الفيلم ورقصة «زوربا» المعروفة، حتى أصبحت من العلامات الخالدة في تاريخ الفن.

وشخصية «زوربا» تعبر عن أحد الرجال البسطاء الطيبين النادرين، الذين يمتلكون قلوبًا شغوفةً ناصعةً لا تشوبها شائبة، ورغم أنه أميٌّ؛ لا يقرأ أو يكتب، لكنه يمتلك خبرةً واسعة استمدها من حياته التي عاشها بتجاربها الواسعة، واستطاع أن يتلقف منها أعظم ما فيها من قيمٍ ويعيش أجمل ما فيها من لحظات. هو مغامرٌ زاهد لا يثنيه شيئًا عن خوض غمار روعة الحياة.

ومثله كان «سعيد صالح»، خاض معركته مع الحياة، بين انتصار وانكسار حتى وصل إلى شاطئه الأخير، بعد رحلة مثيرة وصل فيها لأقصى درجات النجاح والشهرة، وتجاوز فيها حدود الممكن والمسموح، فاصطدم وسقط ولكنه لم ينكسر، ففي ذروة محنته عندما تم حبسه مطلع التسعينات من القرن الماضي، التقى رجلاً طيباً في السجن، سأله: «أتحب أن تتحدث مع الله، تشكو إليه حالك وترجوه أن يفك كربك؟»، وعندما استفسر سعيد عن الطريق، أشار الرجل إلى المصحف، «كتاب الله» الذي بات بعدها لا يفارق يد سعيد صالح حتى وفاته، فكان له خير رفيق في مشوار الهداية، وقد أكرمه المولى عز وجل بالحج والعمرة بعد خروجه من السجن، وقيل أنه أدى مناسك الحج 14 مرة على التوالي.

رحم الله فناننا الراحل، الذي اختزل اسمه، قصته.. فعاش سعيداً ومات صالحاً.


الأربعاء، 11 أغسطس 2021

هل فاز «الحجاب» بميدالية في طوكيو؟

 


إن زى المرأة محل جدل ونقاش وخلاف دائم في مصر، وفي سائر بلدان العالم، سواء لأسباب دينية أو مجتمعية أو سياسية، فهي التي من أجل قوامها وتعظيم أنوثتها، ظهرت بيوت الموضة وراجت عروض الأزياء وازدهرت صناعة الملابس والأقمشة، لتتزين وتتجمل كما تشاء وكما يروق لها، يرسم حدود المقبول والمرفوض في ملابسها عدة أمور منها ما يتعلق بالزمان ومنها ما قد تستدعيه طبيعة المكان.

فمصر الستينات وما قبلها كانت تستوعب ملابس المرأة المتحررة، لكن مصر السبعينات وما بعدها رفضت أي تحرر ولفظته، ومصر في المدينة تختلف جذرياً عن مصر الريف والقرى، ومصر في كمبوندات التجمع وزايد وشاليهات الساحل الشمالي وأندية الأغنياء تعرف (مثلاً) المايوه البكيني والكاش مايوه، بينما مصر التي في الحواري ومراكز الشباب وجمصة ورأس البر تستوعب البوركيني بصعوبة وتفضل عليه الجلابية والكلسون وعليهما الخمار كاملاً.

ويبقى الدين الحاكم الأهم والمحدد الأكثر تأثيرا في اختيار المرأة لملابسها، لهذا فإن ما يظهر وما يجب أن تخفيه المرأة المسلمة، كان وسيظل منطقة إثارة  يحلو للبعض استغلالها للفرقعة الإعلامية، برغم حسم الدين للمسألة وبرغم تفضل العلماء بإيضاح ما خفي وتجديد ما عفى عليه الزمن من فتاوى، وخلصوا إلى أن «الحجاب» فرض من الله على كل مسلمة بالغة، لا يحق لأحد أن يجبرها على ارتدائه بالقوة، ولا يحق لأحد أن يتنمر بها أو يلومها أو يتهمها بالكفر إذا رفضت أن ترتديه، فالقرار لها والحساب عند ربها.

ولأن الحجاب لله، فهو لا يمنح المحجبة أي تمييز دنيوي، لذا هاجم العديد من الإعلاميين ومن رواد مواقع التواصل الاجتماعي، الجهلاء الذين ربطوا إنجاز بطلاتنا بثلاث ميداليات أوليمبية في دورة طوكيو 2020، بـ«الحجاب»، غير مكترثين لجهد وتضحيات اللاعبات ومن خلفهم خطط وعطاء الأسر والمدربين والاتحادات الرياضية الذين اخلصوا وتفانوا في عملهم كي تظهر كل بطلة بهذا المستوى الراقي الذي حفظ اسم مصر عالياً بين الدول المشاركة، يتقدمهن البطلة الذهبية فريال أشرف الحاصلة على المركز الأول في منافسات لعبة الكاراتيه في وزن ما فوق 61 كيلو جرام، لتكن بذلك أول امرأة مصرية تحرز ميدالية ذهبية في الألعاب الأولمبية، وثامن ميدالية ذهبية لمصر في الألعاب الأولمبية منذ عام 1912، كما كانت أيضاً أول ميدالية ذهبية لمصر منذ دورة أثينا للألعاب الأولمبية 2004. 

ومن المفارقات، أنه قبل ضجة (بطلاتنا المججبات في طوكيو) بيوم، كنت قد نشرت عبر حسابي على «الفيس بوك» صورة لمجموعة من الفتيات بملابس البحر (مايوه)، وطرحت سؤالا يشغلني بادئاً نقاشاً ظننته هاماً، حيث كتبت: «علاقتك بالصورة دي وتعاملك معها ورد فعلك لما تشوفها وتعرف مين دول، كلها مؤشرات كاشفة عن شخصيتك، وتوضح لك ولمن حولك طريقك في الحياة، أولاً: دول بناتنا.. بطلات منتخب مصر للسباحة التوقيعية، وحققوا نتيجة طيبة في أولمبياد طوكيو، كفاية أنهم ما طلعوش الأخير، وحققوا المركز الثامن، ومش هو ده الموضوع. الموضوع هو رؤيتك للبنات دي، وتقييمك لهن، هل هن بنات محترمات (في نظرك)؟ هل ترى أن مصر «اللي الإسلام دينها الرسمي»، يناسبها مثل هذه النوع من الرياضة؟، أسئلة كتيرة، هتولد أسئلة أكتر؟، لو يهمك اعرف رأيك انشره في التعليقات وهرد عليك. ونتناقش مناقشة حرة، ونحاول مع بعض نجاوب على السؤال الصعب: هل ترضى أن تكون بنتك مثلهن؟».

صدمتني ردة الفعل العنيفة من بعض أدعياء الثقافة، وثورتهم لطرحي هذا السؤال (الشائك)، وفتش بعضهم في عقلي واتهمني بالتطرف، لمجرد أني حاولت أن أتناقش في أمر يشغلني ويشغل كثيرين من الآباء والأمهات، وقد اضطررت للرد على هذا الهجوم، فكتبت: «من يدعي الثقافة والاستنارة، لا يختلف كثيراً عن مدعي التدين.. كلاهما في قفص واحد (أو خندق واحد)، تجده: عصبي وحاد وعنيد، إن اختلفت مع الأول يتهمك بالتطرف والجهل، وان اختلفت مع الثاني يتهمك بالتطرف والكفر. كلاهما لا يقبل الحوار لأنه يفضح تخلفه وإرهابه، كلاهما داعشي النزعة والهوى، وإن اختلف اسم سلاحه القاتل المدمر للمجتمع وإنسانيته. أما المثقف الحقيقي، فمثله مثل المتدين الحقيقي، سمح إذا تحاور، سمح إن اختلف، يدفع عمره ثمناً كي تقول رأيك بحرية».    

ومثلما أرفض أن يعتبر «الحجاب» عامل تمييز بين المصريات ويختزل فيه فقط قصة كفاح بناتنا البطلات، أيضا أرفض أن يكون عدم ارتداء المايوه أمر ينتقص أي فتاة وخاصة بطلات الرياضة، كما ارفض أيضاً أن يوصم أي إنسان بالتطرف لأنه يناقش هذه المسألة.

إن الحوار الجاد الجريء، والذي يراعي آداب الحوار، هو سبيلنا الحقيقي إلى التنوير.. والتجديد.

ومبروك لمصر الحصاد الطيب في طوكيو 2020.

الخميس، 28 يناير 2021

«وردة حمراء» من ضابط شرطة

 


كنت قد قررت الامتناع هذا العام عن المشاركة في الجدال السنوي الذي تحدثه ذكرى (25 يناير)، لكن وردة حمراء (بلدي) جميلة أهداني إياها ضابط شرطة يرتدي زي قوات مكافحة الإرهاب في إشارة مرور بحي المعادي، ثم وردة أخرى (صناعية) مرفق بها كارت مكتوب عليه (I Love You) يجاورها (قلب أحمر) أهدتها لي ضابطة شرطة (وقورة) في ميدان التحرير، جعلتني أعيد النظر والتفكير، فيما يمثله  اليوم لكل المصريين شعب وجيش.. وشرطة، وفيما يمثله اليوم لي أيضاً.

بداية، أوضح أنني ضد تقديس الأيام، لهذا لا أرى أدنى مشكلة في أن يكون 25 يناير هو عيد للشرطة المصرية، وأيضاً يكون عيداً للثورة المصرية (حركة أو انتفاضة يناير)، هذا الأمر لا ينتقص من حجم المناسبتين.

أمر مؤسف، أن نحيا كل عام (شيزوفرينيا سياسية) بين تشنج عشاق (يناير) وكارهي الشهر واليوم، في دولة المفترض أن دستورها الرسمي (يسمي ما حدث في 25 يناير 2011 بالثورة)، لكنها فعلياً تتجاهله على حساب الحفاوة والاحتفال بـ«عيد الشرطة»، وكأنها (دون قصد) تحيى الخصومة بين الشعب والشرطة، وتلح في تذكير الطرفين بذكرى تبدو مربكة لكليهما، رغم الصورة العكسية التي يحاول كل طرف أن يبدو عليها وخاصة الشرطة، التي أسعدني وجود أفرادها بين الناس يوزعوا الورد والابتسام ويتبادلوا التهنئة مع الجميع، في محاولة صادقة للتقارب والتصالح بينهم وبين المجتمع، لأنهم جزء أصيل في نسيجه الوطني، وأي تشوهات حدثت للعلاقة بين الشعب والشرطة في الماضي يجب أن تكون استثناء لا يتكرر لأن الأصل في العلاقة يختزله شعار وزارة الداخلية (الشرطة في خدمة الشعب)، والذي تم تغييره لصالح شعار أكثر عمقاً (الشعب والشرطة في خدمة الوطن).

ولأن «وردة» كانت محفزاً طيباً لنفتح نقاشاً هادئاً حول اليوم الموعود، فإن «ثورة» كلمة لا يصح أن نمررها دون التوقف معها قليلاً، ويسمح لي عشاقها بأن نتناقش أولاً حول المسمي، فالقياس الأكاديمي (العقلاني)، لـ (25 يناير) يجعلنا من الإنصاف أن نصفها بأنها «نصف ثورة» ويمكن تصنيفها علمياً بشكل أدق بأنها «حركة» احتجاج قوية أحدثت زلزالاً سياسياً كبيراً صاحبه «توابع»، فحدث كل ما عشناه من مظاهرات وحراك مجتمعي (سياسي وثقافي واجتماعي وديني)، قفز بجماعة الإخوان إلي قمة السلطة وعايشنا كل خطاياها التي أوصلتنا إلى حركة احتجاج مضادة في (30 يونيو)، التي لم تكن أيضاً «ثورة» وفق القياس ذاته.

أما القياس الإعلامي (الرومانسي)، الذي تحكم في الكثير من معاني التاريخ، جعل لفظ «الثورة» الأقرب  إلى قلوب الجماهير التي أحبت أن تصنف بأنها «ثائرة»، وباتت موضة «أنا مناضل ثوري» والتي تحولت إلى وظيفة في أحيان كثيرة، عشنا بسببها سنوات مزعجة ومربكة ما بين عامي (٢٠١١ :٢٠١٤) حتى استقر الرئيسي السيسي في الحكم، واستعادت الدولة قبضتها «الغاشمة»، فأمست كلمة «ثوري» «سُبة» يخشاها الكثيرين، بل تهمة ربما تسوقك إلي غياهب السجون.

ولأن نقاشاً قد فُتِح وقضي الأمر، فلن ننهيه قبل أن نختلف (ونتشاجر) حول فكرة سلبية طاردت (يناير) الحركة الاحتجاجية التي كادت أن تكون ثورة سلمية حالمة، وقد تم الترويج لسبب (مريب) حرمها من أن تتحقق بشكل كامل، وهو غياب القيادة عنها، وعدم وجود أهداف مشتركة جمعت شبابها وثوارها، لهذا لم يجمعهم طريق واحد مستقيم يصلهم نحو السلطة ويمكنهم من نشر أفكارهم، فضلوا بين الطرق وتاهوا عن تحقيق إنجاز حقيقي يكافيء حجم الحدث الكبير الذي حدث في يناير 2011.

في ظني أن هذه كذبة كبيرة روج لها الإخوان، كي يستأثروا بالمشهد وينفردوا بالغنيمة التي أتاحها لهم الفراغ الذي أحدثه تخلي الرئيس الأسبق مبارك عن الحكم، وقد بذلوا جهداً تنظيمياً وإعلامياً كبيرة لزرع الخلافات بين صفوف الشباب، وتشتيت جهودهم وتضليل أفكارهم ودفعهم إلى راديكالية سياسية متطرفة ليرتعد المجتمع منهم، وتتأصل الصورة الذهنية السلبية التي انتهينا إليها عن شباب الثوار الذين كانوا يستحقوا المجد والخلود، لأنهم أجبرونا على إعادة اكتشاف الحياة.

سيبقى يناير طويلاً في القلوب نتجادل عنها وحولها، وسيبقى جدلاً صحياً طالما كان مبعثه المحبة والترابط بين أبناء وطن واحد (شعب وشرطة) نحتفل جميعاً باليوم وأحداثه التي نفخر ونعتز بها، لأنها كلها أحداث وطنية من أجل وطن غالي نعشق ترابه.

كل 25 يناير ومصر بخير.


الأربعاء، 25 نوفمبر 2020

فشل تطبيع «عبده موتة»

 


يجب أن نوجه الشكر (قبل اللوم والغضب) للممثل المصري محمد رمضان صاحب الجماهيرية العريضة محلياً وعربياً، والذي يسعى لتصبح نجوميته عالمية، وربما تساعده صوره الأخيرة من تحقيق هذه الأمنية الغالية، والشكر لأنه أيقظ شعوب الأمة العربية وجدد رفضها للتطبيع مع العدو الإسرائيلي، وذَكّر من نسوا بأن دولة الاحتلال الإسرائيلي هي العدو الأول للعرب والمسلمين ما دامت بقيت أراض عربية محتلة، وبقيت شعوب عربية مسلمة أسيرة لدى جيوش هذا العدو الغاشم.

وكانت موجة غضب عارمة قد تفجرت عبر «الميديا» المصرية والعربية بجناحيها: التقليدي (صحف ومجلات وفضائيات)، والجديد (تطبيقات التواصل الاجتماعي)، بعد أن نشرت صفحة «إسرائيل بالعربية» صورة الممثل المصري محمد رمضان يحتضن مطرباً إسرائيلياً مشهوراً، وصاحب الصورة على «تويتر» هذا التعليق: «الفن دوما يجمعنا.. عرض الإعلامي الإماراتي حمد المزروعي صورة للنجم المصري محمد رمضان مع المطرب الإسرائيلي عومير آدام في دبي»، بينما علّق رمضان عبر حسابه على «انستجرام»: «مافيش مجال أسأل كل واحد عن هويته ولونه وجنسيته ودينه.. قال تعالى: (لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ) صدق الله العظيم.. ثقة في الله نجاح».

ثم انكشفت أبعاد مختلفة للقصة، بعدما ظهرت صور آخرى للممثل المصري مع الممثل ورائد الأعمال الإسرائيلي إيلاد تسافاني، ولاعب كرة القدم ضياء سبع، نجم نادي النصر الإماراتي وأول لاعب إسرائيلي في دول الخليج العربي، وتبين ان كل الصور كانت في حفل خاص جمع رمضان مع نجوم إسرائيل الثلاثة وظهرت مقاطع فيديو تظهر الجميع يرقصون على الأغنية الإسرائيلية الشهيرة «Hava Naguila».

وقد تفاعل اتحاد النقابات الفنية مع الأزمة التي أحدثها رمضان (عضو نقابة المهن التمثيلية)، وقررت اللجنة الطارئة للاتحاد إيقاف محمد رمضان عن العمل لحين انتهاء التحقيق معه،  بينما حددت محكمة القاهرة للأمور المستعجلة، 19 ديسمبر المقبل موعداً لأولى جلسات محاكمة محمد رمضان، بتهمة الإساءة للشعب المصري، وهي الدعوى التي تقدم بها أحد المحامين ضد الممثل.. النجم!، بعد إنتشار صوره مع التطبيعية.

أخطأ رمضان سواء بقصد أو بحسن نية، مأجوراً لهدف خفي أو مدفوعاً بجهل واضح، لكنه أشعل بخطئه نيران الغضب في كل الشوارع العربية، التي تتابع مكتوفة الأيدي هرولة حكومات عربية وإسلامية نحو السلام مع إسرائيل دون أدنى إتفاق على إستعادة الحقوق العربية المسلوبة والمغتصبة من قِبَل إسرائيل، والتي دنست منطقتنا العربية بمشروعها الإستعماري الشيطاني الذي ذرعها في «قلب الأمة العربية» إنطلاقاً من «وعد بلفور» عام 1917، ثم إعلان دولة إسرائيل ثم حرب فلسطين عام 1948، مروراً بكل الحروب وإنتهاء بجولات السلام التي نجح قليلها وفشل معظمها.

واليوم وبعد أن تمزقت الخريطة العربية وتشرذم العرب، وبقيت سجون صغيرة تسمى مدن فلسطينية تحت وهم الحكم الذاتي، يبحث المغتصب عن باقي مشاعر حب (في هذا القلب) ليُنشط مودة زائفة، ويحيى سلام الشعوب الذي يخطط ليصل إليه بعد أن منحته الحكومات سلاماً ورقياً (وهمياً)، يبحث العدو عن التطبيع كاملاً كي يأمن الخطر مستقبلاً، ولكن على عكس ما تمنى كشفت (صور رمضان) أن الشارع العربي والمصري ما يزال على عهده ولم يخن قضيته، ولم ينس أن إسرائيل هي عدوه الأول، طالما بقيت الأراضي العربية.. محتلة.

لتبقى القضية معلقة.. إلى أن يأذن الله.

 

* البوست الذي حذفه رمضان من صفحته الرسمية على الفيس بوك بعد ساعات من نشره

الأربعاء، 28 أكتوبر 2020

هل أسعدك ذبح «المدرس الفرنسي»؟



هل ارتاح ضميرك بعد أن رفعت شعار #إلا_رسول_الله وزينت به حساباتك على «السوشيال ميديا»؟، هل تظن أنك أديت واجبك تجاه النبي عليه الصلاة والسلام؟، وهل هذا السلوك المكرر وقرارات أخرى تشبهه (سلبية) كمقاطعة «المنتجات الفرنسية» مثل الجبن والسيارات ومستحضرات التجميل أو حتى «القبلات الفرنسية» كما سخر أحدهم من «هوجة» مقاطعة كل ما هو فرنسي؟، هل بهذه الأعمال تكون قد أخذت بثأر النبي، وأعدت إليه الاعتبار؟.

دعني أسالك صراحة، هل أسعدك ذبح المدرس الفرنسي؟، هل احتفلت وتشفيت مع اقرانك وأهلك؟، هل مثل هذه التصرفات (الإيجابية) العنيفة في رد الاعتبار تشعرك بعزة الإسلام، وبأننا لسنا أمة مستضعفة،  بل أقوياء بمثل هذا الشاب وأمثاله من المجاهدين في كل بقاع العالم؟.

دعني أسألك أيضاً، هل  تحريت القصة وقرأت تصريحات «ماكرون»؟، هل شاهدت الرسومات المسيئة التي قيل أن المدرس الفرنسي المذبوح قد عرضها على تلاميذه، وبسببها تم نحره بسكين لاجئ شيشاني لا يعرفه، ولم يتحرى الواقعة ولم يفهم صحيح إسلامه ليعرف كم تعرض نبينا للإساءة وكيف كانت ردود أفعاله في كل مرة، وكيف تعامل مع الأشخاص الذين أساءوا له؟.

فكر في إجابات هذه الأسئلة وتدبرها، قبل أن تتحمس للدفاع عن النبي، وأنت أبعد ما يكون عن سنته الشريفة، إن محمد بن عبد الله خاتم المرسلين وأشرف الخلق أجمعين، لا يحتاج لمن يدفع عن سيرته هذه الترهات، ولكن يسعده حقاً أن نقتدي بخلقه العظيم.

لقد تصدر هاشتاج #إلا_رسول_الله منصات التواصل الاجتماعي لأيام متصلة، تعبيراً عن حالة غضب محمومة لدى قطاع كبير من العالم الإسلامي، لكن هل تدبر المتحمسين للهاشتاج وأمعنوا التدقيق في جملته الناقصة، والتي بحسب خبير لغوي: «إلا رسول الله.. من حيث معناها فيها إشكال، وهو أنه ذكر فيها المستثنى ولم يذكر المستثنى منه، وعلى أي تقدير للمستثنى منه، يكون معنى العبارة غير مستقيم، لأن ظاهرها أننا نقبل أو نسكت عن الإساءة إلى أي شيء إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهذا المعنى باطل»، وهو ما جعل بعض العلماء يفتون بأنها غير جائزة، لأننا لا نقبل ولا نسكت على الإساءة إلى الله تعالى، ولا إلى القرآن، أو الإسلام، أو أحد من الأنبياء والمرسلين، أو الأديان السماوية الأخرى، أو الملائكة، أو الصحابة رضي الله عنهم، أو أمهات المؤمنين.

أما الخطأ الأكبر الذي تورط فيه هذا الشعار (الهاشتاج)، فهو سقوطه في فح الاستغلال السياسي من قبل دول وجماعات تتاجر بالدين الإسلامي، وهذه الجماعات وأفرعها وأفكارها وأفعالها هي السبب الرئيسي في انتشار ظاهرة «الإسلاموفوبيا» في أوروبا وأمريكا، وبسبب تحركات هذه الجماعات وبرامجها ومشروعها السياسي الذي أثمر العنف والتطرف الديني وصلنا إلى مرحلة «الإرهاب» الذي يلصقه الغرب (بسوء نية) في الإسلام.

ثقيل على القلب أن تتصاعد الحملة المسيئة لسيدنا ونبينا المصطفى عليه الصلاة والسلام، مع ذكرى مولده المباركة، وتكون هديتنا له مزيد من التورط والتصعيد في الاتجاه الخاطئ الذي نندفع وراءه جميعاً دون أدنى تعقل أو تفكير، كأنه أصبح مستهدفاً تفريغ الأمة من طاقاتها وغضبها وعدم توظيف هذه المشاعر الجماعية في الإطار الصحيح الذي يضمن عدم تكرار هذه الأفعال المسيئة للرسول والمهينة لأحبابه وأتباعه من المسلمين.

أعلم وتعلمون، تاريخ فرنسا منذ احتلال قوات نابليون مصر ودخول خيولهم الجامع الأزهر مطلع القرن التاسع عشر الميلادي، وحتى تصريحات ماكرون المرتبكة قبل وبعد حادثة ذبح المدرس الفرنسي (صمويل باتي) عن الإسلام وضده، لكن مقاطعة بضائعهم تؤذينا بقدر ما تؤذيهم، أوافق عليها إذا تم دراسة تبعاتها الاقتصادية بعناية وأقرتها الأجهزة والهيئات الاقتصادية المختصة وتصبح رد فعل جماعي قوي التأثير، وإن كنت أعتقد أنه بات علينا التحرك بشكل دولي للوصول إلى حلول مستدامة  تضمن عدم تكرار مثل هذا العبث، وأرى أن التحرك القانوني هو السبيل إلى ذلك سواء أمام القضاء الفرنسي أو من خلال المؤسسات التابعة للأمم المتحدة، وهذا التحرك يستدعى تحركاً عربيا وإسلامياً لتشكيل قوة ضغط واعية على المجتمع الفرنسي، ربما ننجح في أن نقتنص حقوقنا مثل اليهود الذين أقر لهم البرلمان الفرنسي نهاية العام الماضي مشروع قانون يعتبر كراهية إسرائيل شكلا من أشكال معاداة السامية.

ويمثل قرار مجلس حكماء المسلمين برئاسة فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر بتشكيل لجنة خبراء قانونية دولية لرفع دعوى  قضائية على «شارلي ايبدو» لإساءتها لنبي الرحمة صلى الله عليه وسلم، أفضل خطوة على الطريق القانوني الصحيح في التعامل مع هذا الملف.

 

 

 

 

 

 

 

 

 


الاثنين، 5 أكتوبر 2020

خطر الصمت بين «السكاتة» و«اللهاية»


قادتني الصدفة إلى اكتشاف هذا الاختراع الذي أظن أنه مصري النشأة، رغم أن المنتج كالعادة «صنع في الصين»، وقد وجدته في أحد محلات اكسسوارات السيارات، حيث قدمه لي البائع بفخر قائلاً: «السكاتة دي هدية من المحل لحضرتك»، و«سكاتة» إنذار حزام الأمان (التي يتراوح سعرها بين 30 إلى 50 جنيهاً) هي عبارة عن قطعة معدنية تشبه الموجودة في طرف حزام الأمان، ويتم تركيبها في مكان غلق الحزام، مما يمنع انطلاق التنبيه الصوتي الذي يذكر بضرورة ارتداء حزام الأمان، وهو التنبيه الذي يستمر لبعض الوقت بشكل حاد، يجبر سائق السيارة (في أغلب الأحيان) على ارتداء الحزام، الذي يعد من أهم عناصر التأمين التي تقوم مصانع السيارات بتزويدها بها، ويلزمنا القانون باستخدامه لأهميته ودوره في حفظ الأرواح.

ويحذر الخبراء من خطورة استخدام هذه «السكاتة»، نظرا لارتباط عمل الوسائد الهوائية (التي تخرج أمام السائق لتحميه عند وقوع تصادم) بالالتزام بربط حزام الأمان، لهذا منعت مصانع السيارات الوسائد الهوائية من الانطلاق طالما أن قائد السيارة لا يرتدي حزام الأمان، وذلك لما وجدوه من ضرر كبير يتعرض له قائد السيارة عند ارتطامه بالوسادة الهوائية دون ارتدائه حزام الأمان.

ورغم ذلك تمثل «السكاتة» الحل السحري لبعض قائدي السيارات للتخلص من صداع هذا التنبيه (المزعج) داخل السيارة، فيلجئون إليها لإيقاف التنبيه دون أن يضطروا لارتداء الحزام، ولهذا حققت انتشاراً كبيراً في مصر وعدة دول عربية (على يد المصريين)، حيث أن «عدم ارتداء حزام الأمان» هو عادة مصرية خالصة، تأصلت مع دخول أول سيارة إلى مصر عام 1890 في عهد الخديوي توفيق ومستمرة حتى اليوم، وربما يتذكر مواليد القرن الماضي «قصة الحزام في التسعينات»، عندما تم استحداث مادة في قانون المرور تمنع سير المركبات دون أن يرتدي سائقيها حزام الأمان مع توقيع غرامة مالية فورية على السائق، وكانت مفاجأة أن نسبة كبيرة من السيارات في مصر (وقتها) تخلص سائقيها من أحزمتها بعد أن ترسخ في وجدانهم أنها قطعة زائدة لا حاجة لها، وتسبب هذا القانون في فتح باب لرواج تجارة الأحزمة، فأرتفع سعرها بشكل جنوني، مما أضطر فقراء السائقين لخداع عساكر المرور بوضع (شريطة سوداء) على أكتافهم.

وقد أخترع العالم السويدي نيلز ايفار بولين حزام الأمان الثلاثي النقاط عام 1958، والذي يستخدم حالياً في جميع أنواع السيارات، واختير اختراعه واحداً من أهم تسعة مخترعات في حياة البشرية في القرن العشرين، بعد أن أسهم في تقليل نسبة الإصابات والوفيات الناجمة من حوادث الطرق، والتي يروح ضحيتها سنويا أكثر من 1.35 مليون شخص، بينما يتراوح عدد المصابين سنويا من 20 مليون إلى 50 مليون مصاب، وفقا لمنظمة الصحة العالمية، كما تلتهم تكاليف الحوادث ما يقرب من 3 % من إجمالي الإنتاج المحلى العالمي سنوياً (وهي أرقام تنافس ضحايا كورونا).

أما المخترع المجهول لـ «سكاتة حزام الأمان»، فيستحق أن يحصل اختراعه على لقب الأسوأ هذا العقد، وأظن أنه ألتقط فكرة اختراعه من «سكاتة» الأطفال أو «المصاصة المطاطية» التي تسمى «التيتينا» أو «اللهاية»، وهي حيلة تعرفها الأمهات جيداً، حيث تستخدم «اللهاية» بوضعها في أفواه الأطفال لوقف بكائهم وإلهائهم بعض الوقت عن طلب الطعام، فهي البديل الشكلي والفعلي لصدر الأم (الطبيعي) أو «الببرونة» التي تنقل الغذاء (الصناعي) للأطفال، وهي أيضاً رغم ميزتها الظاهرة، تشكل خطورة كبيرة على الأطفال، حيث تصيب أكثر من 70% من الأطفال بالنزلة المعوية، وآلام البطن، والانتفاخ، والقيء وتسوس الأسنان والتهاب الأذن الوسطى.

والخلاصة في مسألة «السكاتة» أو «اللهاية».. إن استخدام بدائل (لاهية) أو (خادعة) لإسكات صخب أي إزعاج (طبيعي أو صناعي).. خطر قد ينتج عنه كوارث.. أتفق على ذلك خبير السيارات مع طبيب الأطفال.. ولن يختلف معهم أي (أمين) أو (عاقل).


نشر في جريدة «صوت الأزهر» بتاريخ 30 سبتمبر 2020

التاريخ في حضرة الشامة (1) - 19 يوليو 2014

كنا في أواخر شهر رمضان، جاي لي تليفون من شخص  كنت شايف إنه أذاني جدا، واتسبب لي في اكبر خسارة حصلت لي في حياتي..  وكنت مسخر نفسي بادعي عليه ...