الثلاثاء، 7 سبتمبر 2021

في محبة «مرسي الزناتي»

 




ولنا أن نقتدي بالدولة في تكريمها للفن والفنانين، وخاصة الراحلين منهم، خاصة وقد بلغت الحفاوة مداها، وأطلق أسم فنان راحل (سمير غانم) على أحد المحاور والطرق الجديدة، ليصبح في مصاف الشهداء والمناضلين والمفكرين ورجال السياسة وأهل الحكم، لهذا لم أتردد في قبول دعوة إحدى القنوات المصرية الحكومية للحديث عن الفنان الراحل سعيد صالح، نجم الكوميديا، والممثل المشاغب الذي لعب دوراً مؤثرا في تاريخ الفن المصري.

وبدأت على الفور أستعيد قصة «مرسي الزناتي»، اللقب الذي أشتهر به سعيد صالح لسنوات بعد نجاح مسرحيته الشهيرة «مدرسة المشاغبين»، التي تعد من أهم المسرحيات في تاريخ المسرح المصري، من حيث امتداد سنوات عرضها واتساع نطاق تأثيرها، والذي وصل مداه إلى عامنا الحالي، حيث انفردت إحدى المنصات التليفزيونية العربية بحق عرض النسخة (الملونة) من المسرحية بعد 47 عام من عرضها الأول على المسرح، وبعد عرضها التليفزيوني (ابيض أسود) لسنوات طويلة قبل أن تعيدها التكنولوجيا الحديثة إلى الحياة بشكل جديد.

وبعد النجاح الساحق للمشاغبين، انطلقت مسيرة سعيد وأخذت رحلته طبيعية درامية مؤثرة، من قمة النجومية إلى قاع السجن، ومن ممثل (منفلت) يجسد (تفاهة) عصر إلى درويش صوفي هائم في رحاب الله ومحبة الفنون، يحرض الجماهير في مسرحياته على رفض الظلم والقهر والتخلف، مما جعله دائماً في مواجهة مستمرة مع السلطة، سببت له خسائر كثيرة، أبرزها اختفاء تاريخه المسرحي ومنعه من العرض التليفزيوني، وتقصير الإعلام في تكريمه وتقديره حياً وميتاً.

وسعيد صالح، حاصل على ليسانس الأداب عام 1960، بدأ حياته في مسرح التليفزيون، وكانت نقطة انطلاقه الفنية مسرحية «هالو شلبي»، وقدم خلال مسيرته الفنية أكثر من 500 فيلم سينمائي، لكن كان عشقه أصيلاً للمسرح (أبو الفنون)، وقدم فيه أهم أعمال الفنية وأكثرها تأثيراً، ويصفه أستاذنا الساخر الكبير محمود السعدني في فصل بعنوان «العيال» من كتابه «المضحكون» قائلاً: « انه الولد الأهبل المنشرح الصدر، صاحب الغفلة الحلوة المنبهج لكل ما يحدث في الحياة من أفراح واتراح ومصائب سوداء متلتلة، ولو تعقل قليلاً وانضبط في حياته وفي سلوكه، ولو ادخر كل جهده وقوته للعمل لانفجر مثل قنبلة زنة ألف رطل»، ويكمل الأستاذ السعدني: «يأتي سعيد صالح في المقدمة من شلة العيال، وهو أخفهم دماً ، بل هو أخف دم مضحك على الإطلاق، قادر على إضحاك الطوب بحركة أو بلفتة أو بإشارة من إصبعه الصغير، وهو ممثل خلق ليحترف هذه المهنة ويشترك مع على الكسار في ميزة هامة في انه لا يعتمد على التمثيل ولكنه يتحرك على المسرح كما يتحرك في الشارع ويتكلم بين شلة الأصدقاء المقربين».

ولعل أبلغ من وصف سعيد صالح، هو رفيق دربه الزعيم عادل إمام، شريكه في رحلة الكفاح والصعود إلى القمة، والذي لقبه بـ «زوربا المصري»، شاهداً على بساطته وتلقائيته وعشوائيته، وتمرده ورفضه لأي قيود والتي كانت أبرز تجلياتها، اتهامه الدائم بـ «الخروج عن النص».

و«زوربا» هو بطل قصة الكاتب الشهير نيكوس كازانتزاكيس، والذي تعتبر روايته «زوربا اليوناني» أيقونة أدبية عالمية، ترجمت إلى العديد من اللغات وتحولت إلى فيلم سينمائي عظيم من بطولة النجم العالمي أنتوني كوين، واشتهرت موسيقى الفيلم ورقصة «زوربا» المعروفة، حتى أصبحت من العلامات الخالدة في تاريخ الفن.

وشخصية «زوربا» تعبر عن أحد الرجال البسطاء الطيبين النادرين، الذين يمتلكون قلوبًا شغوفةً ناصعةً لا تشوبها شائبة، ورغم أنه أميٌّ؛ لا يقرأ أو يكتب، لكنه يمتلك خبرةً واسعة استمدها من حياته التي عاشها بتجاربها الواسعة، واستطاع أن يتلقف منها أعظم ما فيها من قيمٍ ويعيش أجمل ما فيها من لحظات. هو مغامرٌ زاهد لا يثنيه شيئًا عن خوض غمار روعة الحياة.

ومثله كان «سعيد صالح»، خاض معركته مع الحياة، بين انتصار وانكسار حتى وصل إلى شاطئه الأخير، بعد رحلة مثيرة وصل فيها لأقصى درجات النجاح والشهرة، وتجاوز فيها حدود الممكن والمسموح، فاصطدم وسقط ولكنه لم ينكسر، ففي ذروة محنته عندما تم حبسه مطلع التسعينات من القرن الماضي، التقى رجلاً طيباً في السجن، سأله: «أتحب أن تتحدث مع الله، تشكو إليه حالك وترجوه أن يفك كربك؟»، وعندما استفسر سعيد عن الطريق، أشار الرجل إلى المصحف، «كتاب الله» الذي بات بعدها لا يفارق يد سعيد صالح حتى وفاته، فكان له خير رفيق في مشوار الهداية، وقد أكرمه المولى عز وجل بالحج والعمرة بعد خروجه من السجن، وقيل أنه أدى مناسك الحج 14 مرة على التوالي.

رحم الله فناننا الراحل، الذي اختزل اسمه، قصته.. فعاش سعيداً ومات صالحاً.


الأربعاء، 11 أغسطس 2021

هل فاز «الحجاب» بميدالية في طوكيو؟

 


إن زى المرأة محل جدل ونقاش وخلاف دائم في مصر، وفي سائر بلدان العالم، سواء لأسباب دينية أو مجتمعية أو سياسية، فهي التي من أجل قوامها وتعظيم أنوثتها، ظهرت بيوت الموضة وراجت عروض الأزياء وازدهرت صناعة الملابس والأقمشة، لتتزين وتتجمل كما تشاء وكما يروق لها، يرسم حدود المقبول والمرفوض في ملابسها عدة أمور منها ما يتعلق بالزمان ومنها ما قد تستدعيه طبيعة المكان.

فمصر الستينات وما قبلها كانت تستوعب ملابس المرأة المتحررة، لكن مصر السبعينات وما بعدها رفضت أي تحرر ولفظته، ومصر في المدينة تختلف جذرياً عن مصر الريف والقرى، ومصر في كمبوندات التجمع وزايد وشاليهات الساحل الشمالي وأندية الأغنياء تعرف (مثلاً) المايوه البكيني والكاش مايوه، بينما مصر التي في الحواري ومراكز الشباب وجمصة ورأس البر تستوعب البوركيني بصعوبة وتفضل عليه الجلابية والكلسون وعليهما الخمار كاملاً.

ويبقى الدين الحاكم الأهم والمحدد الأكثر تأثيرا في اختيار المرأة لملابسها، لهذا فإن ما يظهر وما يجب أن تخفيه المرأة المسلمة، كان وسيظل منطقة إثارة  يحلو للبعض استغلالها للفرقعة الإعلامية، برغم حسم الدين للمسألة وبرغم تفضل العلماء بإيضاح ما خفي وتجديد ما عفى عليه الزمن من فتاوى، وخلصوا إلى أن «الحجاب» فرض من الله على كل مسلمة بالغة، لا يحق لأحد أن يجبرها على ارتدائه بالقوة، ولا يحق لأحد أن يتنمر بها أو يلومها أو يتهمها بالكفر إذا رفضت أن ترتديه، فالقرار لها والحساب عند ربها.

ولأن الحجاب لله، فهو لا يمنح المحجبة أي تمييز دنيوي، لذا هاجم العديد من الإعلاميين ومن رواد مواقع التواصل الاجتماعي، الجهلاء الذين ربطوا إنجاز بطلاتنا بثلاث ميداليات أوليمبية في دورة طوكيو 2020، بـ«الحجاب»، غير مكترثين لجهد وتضحيات اللاعبات ومن خلفهم خطط وعطاء الأسر والمدربين والاتحادات الرياضية الذين اخلصوا وتفانوا في عملهم كي تظهر كل بطلة بهذا المستوى الراقي الذي حفظ اسم مصر عالياً بين الدول المشاركة، يتقدمهن البطلة الذهبية فريال أشرف الحاصلة على المركز الأول في منافسات لعبة الكاراتيه في وزن ما فوق 61 كيلو جرام، لتكن بذلك أول امرأة مصرية تحرز ميدالية ذهبية في الألعاب الأولمبية، وثامن ميدالية ذهبية لمصر في الألعاب الأولمبية منذ عام 1912، كما كانت أيضاً أول ميدالية ذهبية لمصر منذ دورة أثينا للألعاب الأولمبية 2004. 

ومن المفارقات، أنه قبل ضجة (بطلاتنا المججبات في طوكيو) بيوم، كنت قد نشرت عبر حسابي على «الفيس بوك» صورة لمجموعة من الفتيات بملابس البحر (مايوه)، وطرحت سؤالا يشغلني بادئاً نقاشاً ظننته هاماً، حيث كتبت: «علاقتك بالصورة دي وتعاملك معها ورد فعلك لما تشوفها وتعرف مين دول، كلها مؤشرات كاشفة عن شخصيتك، وتوضح لك ولمن حولك طريقك في الحياة، أولاً: دول بناتنا.. بطلات منتخب مصر للسباحة التوقيعية، وحققوا نتيجة طيبة في أولمبياد طوكيو، كفاية أنهم ما طلعوش الأخير، وحققوا المركز الثامن، ومش هو ده الموضوع. الموضوع هو رؤيتك للبنات دي، وتقييمك لهن، هل هن بنات محترمات (في نظرك)؟ هل ترى أن مصر «اللي الإسلام دينها الرسمي»، يناسبها مثل هذه النوع من الرياضة؟، أسئلة كتيرة، هتولد أسئلة أكتر؟، لو يهمك اعرف رأيك انشره في التعليقات وهرد عليك. ونتناقش مناقشة حرة، ونحاول مع بعض نجاوب على السؤال الصعب: هل ترضى أن تكون بنتك مثلهن؟».

صدمتني ردة الفعل العنيفة من بعض أدعياء الثقافة، وثورتهم لطرحي هذا السؤال (الشائك)، وفتش بعضهم في عقلي واتهمني بالتطرف، لمجرد أني حاولت أن أتناقش في أمر يشغلني ويشغل كثيرين من الآباء والأمهات، وقد اضطررت للرد على هذا الهجوم، فكتبت: «من يدعي الثقافة والاستنارة، لا يختلف كثيراً عن مدعي التدين.. كلاهما في قفص واحد (أو خندق واحد)، تجده: عصبي وحاد وعنيد، إن اختلفت مع الأول يتهمك بالتطرف والجهل، وان اختلفت مع الثاني يتهمك بالتطرف والكفر. كلاهما لا يقبل الحوار لأنه يفضح تخلفه وإرهابه، كلاهما داعشي النزعة والهوى، وإن اختلف اسم سلاحه القاتل المدمر للمجتمع وإنسانيته. أما المثقف الحقيقي، فمثله مثل المتدين الحقيقي، سمح إذا تحاور، سمح إن اختلف، يدفع عمره ثمناً كي تقول رأيك بحرية».    

ومثلما أرفض أن يعتبر «الحجاب» عامل تمييز بين المصريات ويختزل فيه فقط قصة كفاح بناتنا البطلات، أيضا أرفض أن يكون عدم ارتداء المايوه أمر ينتقص أي فتاة وخاصة بطلات الرياضة، كما ارفض أيضاً أن يوصم أي إنسان بالتطرف لأنه يناقش هذه المسألة.

إن الحوار الجاد الجريء، والذي يراعي آداب الحوار، هو سبيلنا الحقيقي إلى التنوير.. والتجديد.

ومبروك لمصر الحصاد الطيب في طوكيو 2020.

الخميس، 28 يناير 2021

«وردة حمراء» من ضابط شرطة

 


كنت قد قررت الامتناع هذا العام عن المشاركة في الجدال السنوي الذي تحدثه ذكرى (25 يناير)، لكن وردة حمراء (بلدي) جميلة أهداني إياها ضابط شرطة يرتدي زي قوات مكافحة الإرهاب في إشارة مرور بحي المعادي، ثم وردة أخرى (صناعية) مرفق بها كارت مكتوب عليه (I Love You) يجاورها (قلب أحمر) أهدتها لي ضابطة شرطة (وقورة) في ميدان التحرير، جعلتني أعيد النظر والتفكير، فيما يمثله  اليوم لكل المصريين شعب وجيش.. وشرطة، وفيما يمثله اليوم لي أيضاً.

بداية، أوضح أنني ضد تقديس الأيام، لهذا لا أرى أدنى مشكلة في أن يكون 25 يناير هو عيد للشرطة المصرية، وأيضاً يكون عيداً للثورة المصرية (حركة أو انتفاضة يناير)، هذا الأمر لا ينتقص من حجم المناسبتين.

أمر مؤسف، أن نحيا كل عام (شيزوفرينيا سياسية) بين تشنج عشاق (يناير) وكارهي الشهر واليوم، في دولة المفترض أن دستورها الرسمي (يسمي ما حدث في 25 يناير 2011 بالثورة)، لكنها فعلياً تتجاهله على حساب الحفاوة والاحتفال بـ«عيد الشرطة»، وكأنها (دون قصد) تحيى الخصومة بين الشعب والشرطة، وتلح في تذكير الطرفين بذكرى تبدو مربكة لكليهما، رغم الصورة العكسية التي يحاول كل طرف أن يبدو عليها وخاصة الشرطة، التي أسعدني وجود أفرادها بين الناس يوزعوا الورد والابتسام ويتبادلوا التهنئة مع الجميع، في محاولة صادقة للتقارب والتصالح بينهم وبين المجتمع، لأنهم جزء أصيل في نسيجه الوطني، وأي تشوهات حدثت للعلاقة بين الشعب والشرطة في الماضي يجب أن تكون استثناء لا يتكرر لأن الأصل في العلاقة يختزله شعار وزارة الداخلية (الشرطة في خدمة الشعب)، والذي تم تغييره لصالح شعار أكثر عمقاً (الشعب والشرطة في خدمة الوطن).

ولأن «وردة» كانت محفزاً طيباً لنفتح نقاشاً هادئاً حول اليوم الموعود، فإن «ثورة» كلمة لا يصح أن نمررها دون التوقف معها قليلاً، ويسمح لي عشاقها بأن نتناقش أولاً حول المسمي، فالقياس الأكاديمي (العقلاني)، لـ (25 يناير) يجعلنا من الإنصاف أن نصفها بأنها «نصف ثورة» ويمكن تصنيفها علمياً بشكل أدق بأنها «حركة» احتجاج قوية أحدثت زلزالاً سياسياً كبيراً صاحبه «توابع»، فحدث كل ما عشناه من مظاهرات وحراك مجتمعي (سياسي وثقافي واجتماعي وديني)، قفز بجماعة الإخوان إلي قمة السلطة وعايشنا كل خطاياها التي أوصلتنا إلى حركة احتجاج مضادة في (30 يونيو)، التي لم تكن أيضاً «ثورة» وفق القياس ذاته.

أما القياس الإعلامي (الرومانسي)، الذي تحكم في الكثير من معاني التاريخ، جعل لفظ «الثورة» الأقرب  إلى قلوب الجماهير التي أحبت أن تصنف بأنها «ثائرة»، وباتت موضة «أنا مناضل ثوري» والتي تحولت إلى وظيفة في أحيان كثيرة، عشنا بسببها سنوات مزعجة ومربكة ما بين عامي (٢٠١١ :٢٠١٤) حتى استقر الرئيسي السيسي في الحكم، واستعادت الدولة قبضتها «الغاشمة»، فأمست كلمة «ثوري» «سُبة» يخشاها الكثيرين، بل تهمة ربما تسوقك إلي غياهب السجون.

ولأن نقاشاً قد فُتِح وقضي الأمر، فلن ننهيه قبل أن نختلف (ونتشاجر) حول فكرة سلبية طاردت (يناير) الحركة الاحتجاجية التي كادت أن تكون ثورة سلمية حالمة، وقد تم الترويج لسبب (مريب) حرمها من أن تتحقق بشكل كامل، وهو غياب القيادة عنها، وعدم وجود أهداف مشتركة جمعت شبابها وثوارها، لهذا لم يجمعهم طريق واحد مستقيم يصلهم نحو السلطة ويمكنهم من نشر أفكارهم، فضلوا بين الطرق وتاهوا عن تحقيق إنجاز حقيقي يكافيء حجم الحدث الكبير الذي حدث في يناير 2011.

في ظني أن هذه كذبة كبيرة روج لها الإخوان، كي يستأثروا بالمشهد وينفردوا بالغنيمة التي أتاحها لهم الفراغ الذي أحدثه تخلي الرئيس الأسبق مبارك عن الحكم، وقد بذلوا جهداً تنظيمياً وإعلامياً كبيرة لزرع الخلافات بين صفوف الشباب، وتشتيت جهودهم وتضليل أفكارهم ودفعهم إلى راديكالية سياسية متطرفة ليرتعد المجتمع منهم، وتتأصل الصورة الذهنية السلبية التي انتهينا إليها عن شباب الثوار الذين كانوا يستحقوا المجد والخلود، لأنهم أجبرونا على إعادة اكتشاف الحياة.

سيبقى يناير طويلاً في القلوب نتجادل عنها وحولها، وسيبقى جدلاً صحياً طالما كان مبعثه المحبة والترابط بين أبناء وطن واحد (شعب وشرطة) نحتفل جميعاً باليوم وأحداثه التي نفخر ونعتز بها، لأنها كلها أحداث وطنية من أجل وطن غالي نعشق ترابه.

كل 25 يناير ومصر بخير.


التاريخ في حضرة الشامة (1) - 19 يوليو 2014

كنا في أواخر شهر رمضان، جاي لي تليفون من شخص  كنت شايف إنه أذاني جدا، واتسبب لي في اكبر خسارة حصلت لي في حياتي..  وكنت مسخر نفسي بادعي عليه ...