الأربعاء، 17 يونيو 2020

الاختيار «الثاني»




شاهدته في أكثر من لقاء تليفزيوني يتحدث بحماس وأمل، ويؤكد أنه سيطارد العلاج في أي مكان حتى يستعيد «نور عينيه»، موضحاً أنه «صبور ولا يضعفه اليأس»، مشيراً إلى علاقته التاريخية مع «الصبر» والذي خاض معه رحلة شاقة تجاوزت السنوات العشر، كان ينتظر فيها تحقق حلمه الكبير بأن يصبح أباً، ولم يتخيل الطبيب محمود سامي أنه سيكون على موعد مع القدر ويتحقق الحلم ويرى أبنه الوحيد «يحيى» لكن لمرة واحدة فقط، قبل أن يفقد بصره أثناء ممارسته مهامه الطبية بمستشفى العزل بمدينة بلطيم في محافظة كفر الشيخ.
وقد تشرفت بأن يكون الطبيب الذي فقد بصره وهو يقاتل هذا الفيروس الشرس، بطل «اهداء» كتابي الجديد «البرشامة في الكورنتينة»، راجياً الله له بالشفاء وتمام الصحة والعافية، فقصته مثال صادق على الإخلاص والجد في العمل والتفاني في خدمة الناس، وهو يخوض هذه الأيام حرباً جديدة يطارد فيها بصيص أمل يرتجى منه رحمة الله في أن يستعيد بصره، وهو للأسف أمل ضعيف وفق رأي الأطباء المعالجين.
ولأن قصته وقصة كفاح الهيئة الطبية في مصر ضد الفيروس، قصة مشرفة وملهمة دفعت المجتمع كله لتكريمهم، حتى لقبوا بـ«الجيش الأبيض» في إشارة واضحة لدورهم البطولي الذي لا يقل بحال عن جيشنا الوطني العظيم الذي جاهد الإرهاب الفاسد في سيناء، ويربض حالياً على حدود مصر الغربية يدافع عن حدود الوطن مع ليبيا، ونسوره تحلق فوق المنطقة بأسرها لحماية أمن مصر القومي.
لقد استحق الأطباء وهيئات التمريض في كل المستشفيات تقديرنا واحترامنا بعد أن تخطت رحلتهم القتالية مائة يوم متصلة من النضال في مواجهة هذا الفيروس الشرس، لهذا أتمنى أن تجد فكرتي طريقها إلى صناع القرار وأولي الأمر، وهي الفكرة التي ولدت بعد أن انتشر خبر إنتاج الجزء الثاني من المسلسل التليفزيوني الناجح مسلسل «الاختيار».
وفكرتي أن يكون مسلسل «الاختيار2» عن قصة حياة الطبيب محمود سامي فهو، لا يقل بطولة عن شهدائنا من القوات المسلحة، وكفاحه قبل وبعد المرض قصة تستحق أن تُروى وتُخلد ليتعلم منها أبناؤنا، مثلما كان «الاختيار1» ملهماً لهم ومؤثراً في مسار حياتهم وحياة جمهور متابعيه من كل الشرائح العمرية والاجتماعية.
اعلم ان هناك قصصاً لأطباء آخرين ضحوا بحياتهم لإنقاذ مرضاهم، وهناك بطولات أخرى للجيش تنتظر من يجسدها درامياً، سواء بطولات حالية أو من تاريخ الجيش المصري المشرف، وايضاً تاريخ الشعب المصري وحاضره مزدحم بصفحات البطولة والتضحية التي ربما تسعها أجزاء أخرى من المسلسل.
لقد تمنى ملايين المصريين وهم يشاهدون الحلقة 28 من الاختيار (الأول) في رمضان الماضي، أن يقفزوا داخل المسلسل وينقذوا حياة بطلهم الشعبي الشهيد المنسي، فهل نطمع من صناع المسلسل أن ينقذ الاختيار (الثاني) حياة بطل آخر يستحق أن يعيش، وقد ينير هذا المسلسل ظلامه ويكون السبب في عودة النور إلى عينيه.
ولعل مفارقة أن يكون مؤلف المسلسل باهر دويدار ومخرجه بيتر ميمي من خريجي كلية الطب، قد تُعجل بتحيزهما لقصة طبيب زميل ينتمي لجيلهما وربما يكون أحدهما قد زامله في كلية الطب، التي يعد الالتحاق بها والنجاح فيها قصة كفاح مشرفة، خاصة لمن يأكلون طعامهم من حلال كسبهم.
إن قصة الطبيب الذي فقد بصره، تستحق الوصول إلى منصة التتويج والفوز بالترشح لأنها تنتصر لهؤلاء الكادحين الذين يجاهد الرئيس السيسي من أجلهم، ويضحى  لحمايتهم  البواسل من أفراد القوات المسلحة المصرية والشرطة المدنية، إن هؤلاء هم المصريون الذين يذكرهم الرئيس في كل خطبه منذ توليه مسئولية الحكم، وقصة كفاح محمود سامي ابن الطبقة المتوسطة تمثل كثيراً منهم، لهذا أتمنى أن يستجيب من في يده الأمر ويفوز هذا الطبيب بالاختيار الثاني.
وأخيراً، بعد أن تسارعت خلال الأسبوع وتيرة الإصابة بفيروس كورونا وتضاعفت أعداد الموتى إلى حد ينذر بالخطر.. أدعو الله خاشعاً أن يحفظنا وإياكم من الابتلاء بالوباء ويكفينا شره الظاهر ويرزقنا خيره الباطن.  



نشر في جريددة "صوت ألأزهر" بتاريخ 17 يونيو 2020

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

التاريخ في حضرة الشامة (1) - 19 يوليو 2014

كنا في أواخر شهر رمضان، جاي لي تليفون من شخص  كنت شايف إنه أذاني جدا، واتسبب لي في اكبر خسارة حصلت لي في حياتي..  وكنت مسخر نفسي بادعي عليه ...