الثلاثاء، 31 مايو 2011

مسرح الجلاء .. وسر اللقاء ..

يلتقي غدا ممثلو ائتلافات شباب ثورة يناير مع عدد من قيادات المجلس الأعلى للقوات المسلحة في مسرح الجلاء (العسكري)، بناء على دعوة مفاجئة بثها المجلس عبر موقعه الرسمي على شبكة التواصل الاجتماعي «فيس بوك» في رسالتيه 60 و61.

وتعالت أصوات الشباب بين رافض ومتحمس لهذا اللقاء، وتطايرت في أجواء القاهرة أسماء ائتلافات لا حصر لها، لا يملك أي مراقب أن يقصي أحدها أو يستثنيه من الحوار، فالإطار الذي حدده المجلس للحضور يسمح بأن يتوافد غدا أكثر من مليون شاب بدعوى أنهم من شباب الثورة.

وبينما أعلنت جماعة الإخوان مشاركة شبابها، أعلن ائتلاف شباب الثورة رفضه الحضور، وهو ما يؤجج الصراع ويشعله بين التيارين، والذي وصل ذروته في «جمعة الغضب الثانية».

ورغم كل ذلك، فإن سؤالين يشغلان بال أي مراقب، هما: من سيحضر غدا؟، وما هدف الجيش من اللقاء؟

والإجابة عن السؤال الأول تحتاج إلى خيال خصب، وساخر أيضا، يرى المشهد الدرامي الذي تتصدره حشود الشباب المتجهة إلى ضاحية مصر الجديدة، حيث يقع مسرح الجلاء، وهو المكان الذي اختارته أيضا مجموعة من الناشطات ليقفن أمامه في وقفة احتجاجية تنديدا بما حدث من الجيش أثناء فض اعتصام 9 مارس (آذار)، وما أثير عن قصة «فحص العذرية» التي في ظني أن أساسها من الصحة ضعيف ويحتاج إلى مواجهة صريحة من الجيش مع الرأي العام لحسم الأمر، رغم أن هناك تصريحات تناقلها الإعلام أمس لمسؤول عسكري بارز تؤكد حدوث الفحص، لكنها تصريحات مجهّلة، مما يفقدها الحسم، كما أنها تحتاج إلى وقفة قوية في حال صحتها، حيث قال مبررا دوافع الجيش إلى ذلك، بأنه «الخوف من أن يدعين بعد ذلك تعرضهن للاغتصاب على أيدي السلطات المصرية».

نعود إلى لقاء المسرح وشبابه، هل توقع أحد عددهم؟، أعتقد أن هناك تقديرات وضعت أمام قيادات الجيش، خاصة مع توقع البعض حدوث حالة ازدحام غير مسبوقة ربما تتسبب في إفشال اللقاء قبل انعقاده، وحتى لو ضمن الجيش - بما له من قدرات تنظيمية قوية - أن يضبط الأمر فيما يتعلق بالحشود، فمن يضمن ألا تحدث خلافات ومعارك على غرار الحوار الوطني والوفاق الوطني اللذين أسسا لـ«فقه التناحر والتطاحن» بين الفرق الثورية في مصر، وأصبحنا أمام مسلّمة أن الحوار لا بد أن تصاحبه «خناقة» كي تكتمل ملامحه.

هناك رأي آخر، يؤكد أن اللقاء سيخرج مثاليا، ومفاجئا للجميع، ودعم هذا الرأي إعلان الإخوان حضور شبابهم للقاء، ويستند هذا الرأي إلى قدرات الإخوان على السيطرة على اللقاءات الجماهيرية لما لهم من خبرات كبيرة في هذا المجال.

ويرى البعض أن مشاركة الإخوان تأتي كرغبة في تأكيد دورهم لدعم أفكار ومواقف القوات المسلحة وبرامجها وأنشطتها في إطار التحالف التكتيكي غير المعلن بين الطرفين، وهو التحالف أو التفاهم الذي أجمع عليه عدد كبير من المحللين.

أما هدف الجيش من اللقاء، فلا يخفى على أحد أنه رد فعل لمظاهرات «جمعة الغضب الثانية»، وتتبلور السخرية في أن من دعا لهذه الجمعة وأسهم في نجاحها، (وهو ائتلاف شباب الثورة)، قد أعلن عن عدم مشاركته في اللقاء، ليكتب بهذا شهادة وفاة هذا اللقاء قبل أن يولد وليقضي على هدف الجيش في المهد.

ولهذا أنصح كل الحريصين على الحضور من الشباب من مختلف القوى الوطنية الأخرى ألا يجهدوا أنفسهم ويتكلفوا عبء الحضور المجهول، فاللقاء لن يخرج عن كونه حدثا إعلاميا، ولن يثمر عن شيء حقيقي كعادة كل اللقاءات السياسية المصرية التي أعقبت ثورة يناير، فالحماس وحده لا يكفي لصياغة مستقبل أمة تتحرك إلى مفترق طرق سياسي، دون أن تتفق قواها الفاعلة على أجندة واضحة.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

التاريخ في حضرة الشامة (1) - 19 يوليو 2014

كنا في أواخر شهر رمضان، جاي لي تليفون من شخص  كنت شايف إنه أذاني جدا، واتسبب لي في اكبر خسارة حصلت لي في حياتي..  وكنت مسخر نفسي بادعي عليه ...