الاثنين، 13 أبريل 2020

انتبه.. لقد بدأ عصر (ما بعد) #كورونا



إلي من ينتظر عصر ما بعد #كورونا
أبشره بأن ما نحن فيه الآن هو هذا العصر الجديد المنتظر، لقد بدأنا بالفعل (بس حضرتك مش واخد بالك)، بدأنا مطلع 2020 مع الظهور المتسارع للإصابة بالفيروس المستجد (كوفيد 19)، ثم إعلان منظمة الصحة العالمية بأننا أمام «جائحة»، ثم ما تم تطبيقه من إجراءات احترازية في كل دول العالم، وتم عزل سكان الأرض جميعهم في غرف صغيرة، سوف تتحول في القريب إلى «كبسولات» يعيش فيها كل فرد مع نفسه..
نعم سيبقى «التباعد الاجتماعي».. ربما إلى نهاية الزمان..

لقد دخلنا عصر الأوبئة الخارجة عن سيطرة الإنسان وقدراته..
ولن تخرج منه البشرية إلا بفناء العالم.
هذا الاستنتاج القاسي لا علاقة له بالتفاؤل والتشاؤم، ولا بالمؤامرة أو الدروشة..
إنما هو قراءة تحليلية عقلانية.. بعيدا عن الأمنيات (وان ده أخر أسبوع في الخطر)، لما يحدث في العالم حولنا من أحداث متصاعدة، والتي إذا خلطناها مع مخرجات الفكر البشري عبر العصور، سنكتشف ببساطة أن العصر الجديد قد بدأ، وأن علينا أن نكف عن انتظار العودة لحياتنا السابقة، فهي لن تعود.
وعلينا أن نتقبل سريعا حياتنا الجديدة... بكل ملامحها وتفاصيلها التي تبدو مملة.

لا تقلق ستعتاد على الكمامات والقفازات، وستدمن الصابون والكحول.. والكحوليات أيضا (هاتشرب عشان تنسى J)، وستعتاد على المساحات المحدودة لحياتك (انك تعيش في حجرة واحدة وانك تتمشى بين الغرف في شقتك.. وتكون دي فسحتك)، وسوف يكون الفضاء الإلكتروني هو البديل الوحيد الذي سيساعدك في تلبية احتياجاتك، ويعوضك جزئياً عن الحركة والخروج وعن التواصل الفعلي مع العالم.

وسينتهى سريعا من ولدوا بعد عصر (الراديو) ستقضي عليهم كورونا وأخواتها، أما جيل (التليفزيون) فسيختفي تدريجيا مع تحور الفيروس، وينجوا فقط من ولدوا في القرن الجديد، جيل الكمبيوتر والإنترنت والسوشيال ميديا و(PUBG) و(FORTNITE) والتعليم عن بعد والذكاء الاصطناعي، وغيرها من صرعات العالم الجديد.

ستسقط كل نظريات الماضي وأنماط الحياة ستتبدل كما بشرتنا الدراما الأميركية خلال العقود الماضية، في عملية تفكيكها للعقل البشري وإعادة تشكيله وفق ما تريد وتخطط للعالم وفق تصور من يديرونه، ستختفي الهويات الوطنية ويدمر تراث الحضارة الإنسانية ويبقى نماذج بشرية مستنسخة (زومبي) تشبه الإنسان الآلي بلا عقل أو روح.
إنها النهاية الحتمية للإمبراطورية الأميركية المهيمنة على العالم التي نحن جزء منها.. للأسف.

ممكن كلامي يسبب لك اكتئاب
صدقني ده مش هدفي خالص
عايزك تبطل تنتظر أسبوع ورا أسبوع
على أمل أن الخطر يزول
ونرجع لحياتنا العادية زي زمان
صدقني الانتظار أخطر من كورونا
أستمتع بما تبقى من عمرك
سواء أيام أو شهور أو سنوات
وحارب فيروس «الانتظار»
لأنه يحرمك من أيامك
ويجبرك على تأجيل حياتك
وانتبه.. لقد بدأ عصر (ما بعد) #كورونا



الأحد، 5 أبريل 2020

الشجاعة في مواجهة «الموت الأسود»




انتشر على وسائل التواصل الاجتماعي مقطع فيديو (أبيض وأسود) مترجم إلى العربية عن لغة أجنبية يدعى ناشروه أنها اللغة الروسية، وذيل البعض مشاركته للفيديو بمعلومات (يصعب تأكيدها)، وهي أنه من انتاج روسي تم في منتصف الخمسينات، ويحكى الفيديو عن العالم العربي الشهير أبن سينا ونصائحه في مواجهة مرض خطير انتشر في زمانه سمي «الموت الأسود»، وكانت خطته لمكافحة المرض والحد من انتشاره والتي أستخدمها قبل مئات السنين هي ذاتها ما نقوم به اليوم في مكافحتنا لفيروس «كورونا»، مثل التشديد على الالتزام بعملية التطهير (بالماء والخل) والنظافة والبقاء في البيوت للحد من انتشار الإصابة بالفيروس.

والموت الأسود هو الأسم الذي أطلق على وباء الطاعون، والذي حصد ملايين الوفيات في قارات العالم المختلفة في دورات ظهورها المتعددة عبر العصور حتى قيل أنه قتل ثلث البشرية.
أما «ابن سينا»، فهو أبو علي الحسين بن عبد الله بن الحسن بن علي بن سينا، فهو العالم والطبيب والفيلسوف العربي المسلم الذي ولد عام 370 وتوفي عام 427 (هـجرية)، وعُرف باسم (الشيخ الرئيس) وسماه الغربيون بأمير الأطباء وأبو الطب الحديث في العصور الوسطى، وساهم بدور مؤثر في إثراء الحركة العلمية في زمانه، فقد ألف أكثر من 240 كتاب في شتى المجالات، ، ومن أبرز أقواله: «الوهم نصف الداء، والإطمئنان نصف الدواء، والصبر أولى خطوات الشفاء».

وظني أن سبب إنتشار الفيديو (الروسي) عن ابن سينا والطاعون، هو أنه لمس جرح ما بداخل مشاهديه، الذين يقتلهم الخوف كل يوم وهم في إنتظار هجمات هذا الوباء الشرس، بينما كانت نصيحة ابن سينا الغالية، وهي مواجهته بكل شجاعة، حيث يقول في احد مقاطع الفيلم عن الوباء: «إنه يُصيب الجبناء».

وإذا إنتقلنا إلى واقعنا في مواجهة كورونا، وبعد أن ينتهى الأسبوع الحالي على خير بإذن الله، فهو أسبوع المصير لمصر وفق تقديرات من يدعوا فهمهم وعلمهم، فنحن أمام إختيارين، إما أن يخرج الأمر عن السيطرة أو يمنحنا الله فرصة أخيرة، وفي كلتا الحالتين أرى أن البقاء في المنزل ليس هو أفضل الحلول للخروج من محنة «كورونا»، بل على العكس فنحن بحاجة لأن نعمل وننجز ونجتهد، كي نستطيع تخطي هذه الأزمة.

إن الإنتظار غير مفيد للشعوب المتأخرة مثلنا (أو المتخلفة أو الفقيرة سمها كما تشاء)، فالعالم الغربي لن يصل لعلاج أو لقاح ويهديه لنا، ولن ترسل دول اوروبا أو الصين سفنها المحملة بالكمامات والمطهرات وأجهزة التنفس الصناعي ومعها الأمصال هدية من أجل عيون الشعب المصري الطيب.

لن يمسح دموعنا غير ايدينا، ولن ننجو إلا بسواعد مصرية، ومسألة البقاء في البيت إنتظارا للموت كارثة لا تليق بنا، فلنتحمل حتى ينتهي هذا الأسبوع، ونستوعب نتائجه بأقصى سرعة، وننتقل فورا إلى مرحلة العمل الجاد لإنجاز احتياجاتنا، والتعامل بأعصاب باردة مع تزايد حالات الإصابة، والتخلي عن آلية مطاردة المرضى بالتوقف عن استخدام فزاعة «مريض كورونا» التي ترهب الناس وتحرمهم من الحياة الطبيعية.. وتجعل الخوف يفتك بهم بطريقة أشرس من الكورونا.
وأتمنى من أولي الأمر أن ينتبهوا إلى الأمر، ولا يقلدوا أفكار الغرب وخططهم في المقاومة، مصر لا تقدر على فاتورة الإغلاق الكامل، كما أن مجتمعنا الطبي لن يستطيع التعامل العقلاني مع طوفان المصابين إذا حدث لا قدر الله. علينا أن نتخذ قرارات مصيرية بإبداع حلول من خارج الصندوق الأمريكي والاوربي والصيني، فكلها صناديق لا تناسب بلادنا.

كورونا يحتاج إلى شجاعة وجسارة في مواجهته.
هذا لا ينفي اتباع المنهج الصحي وأساليب التطهير والنظافة.
كما لا يعني السماح بالتجمهر لأسباب خلاف العمل والانجاز.
إن فرصتنا الأخيرة لإجتياز الخطر..
هي أن نستنهض الجدية والشجاعة ليكونا منهجنا جميعاً في الأيام القادمة.
حفظنا الله وإياكم الله من شر الوباء.. 
ومن شر الغباء.


التاريخ في حضرة الشامة (1) - 19 يوليو 2014

كنا في أواخر شهر رمضان، جاي لي تليفون من شخص  كنت شايف إنه أذاني جدا، واتسبب لي في اكبر خسارة حصلت لي في حياتي..  وكنت مسخر نفسي بادعي عليه ...