إلي من ينتظر عصر ما بعد #كورونا
أبشره بأن ما نحن فيه الآن هو هذا العصر الجديد
المنتظر، لقد بدأنا بالفعل (بس حضرتك مش واخد بالك)، بدأنا مطلع 2020 مع الظهور المتسارع
للإصابة بالفيروس المستجد (كوفيد 19)، ثم إعلان منظمة الصحة العالمية بأننا أمام
«جائحة»، ثم ما تم تطبيقه من إجراءات احترازية في كل دول العالم، وتم عزل سكان
الأرض جميعهم في غرف صغيرة، سوف تتحول في القريب إلى «كبسولات» يعيش فيها كل فرد
مع نفسه..
نعم سيبقى «التباعد الاجتماعي».. ربما إلى نهاية
الزمان..
لقد دخلنا عصر الأوبئة الخارجة عن سيطرة الإنسان
وقدراته..
ولن تخرج منه البشرية إلا بفناء العالم.
هذا الاستنتاج القاسي لا علاقة له بالتفاؤل والتشاؤم،
ولا بالمؤامرة أو الدروشة..
إنما هو قراءة تحليلية عقلانية.. بعيدا عن الأمنيات (وان
ده أخر أسبوع في الخطر)، لما يحدث في العالم حولنا من أحداث متصاعدة، والتي إذا
خلطناها مع مخرجات الفكر البشري عبر العصور، سنكتشف ببساطة أن العصر الجديد قد بدأ،
وأن علينا أن نكف عن انتظار العودة لحياتنا السابقة، فهي لن تعود.
وعلينا أن نتقبل سريعا حياتنا الجديدة... بكل
ملامحها وتفاصيلها التي تبدو مملة.
لا تقلق ستعتاد على الكمامات والقفازات، وستدمن
الصابون والكحول.. والكحوليات أيضا (هاتشرب عشان تنسى J)، وستعتاد على المساحات المحدودة لحياتك (انك تعيش في حجرة واحدة
وانك تتمشى بين الغرف في شقتك.. وتكون دي فسحتك)، وسوف يكون الفضاء الإلكتروني هو
البديل الوحيد الذي سيساعدك في تلبية احتياجاتك، ويعوضك جزئياً عن الحركة والخروج
وعن التواصل الفعلي مع العالم.
وسينتهى سريعا من ولدوا بعد عصر (الراديو) ستقضي
عليهم كورونا وأخواتها، أما جيل (التليفزيون) فسيختفي تدريجيا مع تحور الفيروس، وينجوا
فقط من ولدوا في القرن الجديد، جيل الكمبيوتر والإنترنت والسوشيال ميديا و(PUBG) و(FORTNITE) والتعليم عن بعد
والذكاء الاصطناعي، وغيرها من صرعات العالم الجديد.
ستسقط كل نظريات الماضي وأنماط الحياة ستتبدل كما بشرتنا الدراما الأميركية
خلال العقود الماضية، في عملية تفكيكها للعقل البشري وإعادة تشكيله وفق ما تريد
وتخطط للعالم وفق تصور من يديرونه، ستختفي الهويات الوطنية ويدمر تراث الحضارة
الإنسانية ويبقى نماذج بشرية مستنسخة (زومبي) تشبه الإنسان الآلي بلا عقل أو روح.
إنها النهاية الحتمية للإمبراطورية الأميركية المهيمنة
على العالم التي نحن جزء منها.. للأسف.
ممكن كلامي يسبب لك اكتئاب
صدقني ده مش هدفي خالص
عايزك تبطل تنتظر أسبوع ورا أسبوع
على أمل أن الخطر يزول
ونرجع لحياتنا العادية زي زمان
صدقني الانتظار أخطر من كورونا
أستمتع بما تبقى من عمرك
سواء أيام أو شهور أو سنوات
وحارب فيروس «الانتظار»
لأنه يحرمك من أيامك
ويجبرك على تأجيل حياتك
وانتبه.. لقد بدأ عصر (ما بعد) #كورونا