الأحد، 26 يناير 2020

ارحمونا من «كورونا»




بعد تلاشي نسمات «الربيع العربي» وتقلبه بين شتاء قارس حينا وصيف حارق أحيانا،  وبعد الاختفاء المريب لـ«داعش» وأخواتها، وتراجع العمليات الإرهابية بعد تدجين « الذئاب المنفردة».. ولكي نستمر على أهبة الاستعداد، وفي كامل رعبنا وذعرنا، أستعاد العالم خلال الأيام القليلة الماضية فيروساته الفتاكة من جديد، وإلى من خانته الذاكرة ننشطها بهذه الأسماء: سارس وأنفلونزا الخنازير والطيور.. وكورونا التي استعادت نشاطها فجأة وتثير الهلع في جميع دول العالم في نسختها الجديدة، وكالعادة بلد المنشأ لأي فيروس خطير يظل هو الصين.
استعدوا من اليوم لحلقات مكثفة من «التوك شوز» عن تأهب وزارة الصحة المصرية ونظيراتها في كل بقاع الكوكب، وتقارير تليفزيونية وصحفية تحمل نداءات مكررة للمسافرين والعائدين، واستنفار في المطارات وتعذيب روادها بكل صنوف التفتيش (والتلطيش).. وعداد يومي يرصد أرقام المصابين ويحصى الوفيات.. وترقب عالمي لاختراع مصل أو لقاح أو دواء لعلاج الفيروس المريب.
وكالعادة في البلاد المتخلفة.. سيموت بالذعر والرعب والإجراءات الفاشلة أضعاف من يموتوا بالوباء وفيروسه.
هناك أمر يشغل بالي منذ عام 2011، خاصة بعد خروج الجماهير بالملايين في عز الشتاء (شهر يناير)، ونومهم في التحرير وميادين مصر في العراء، لم نسمع عن حالة عدوى أو وباء، أو انتشار لأي فيروس وسط هذه التجمعات الكبيرة، وتكرر الأمر في دول أكثر تخلفا عن مصر، في اليمن وسوريا والعراق، ملايين في الشوارع عاشت في أمان صحي غريب وعجيب.
ربما أكون مخطئاً في ظني وهواجسي التي يشاركني فيها كثيرين، وهي أن الفيروسات التي تجتاح بلادنا يحركها أهداف سياسية أو اقتصادية سواء عالميا أو محليا.
لن أثير أعصابكم بنظرية المؤامرة، لأنها تحولت إلى أنشودة يومية في مختلف مناحي حياتنا، يعزف عليها إعلامنا الرشيد (كل يوم) لحن جديد، ويغرقنا كل (مساء) في (الحكاية) لنتوه ونهيم في فراغ عقلي وفكري يلهى عقولنا عن الانشغال بما يفيدنا، لهذا أنصحكم بقراءة هذه الحقائق والمعلومات لعلها تفيدنا في قادم الأيام..
Ø    تأمل كثيرا خلال الأسابيع القادمة، الآية الكريمة: «أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِككُّمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنتُمْ فِي بُرُوجٍ مُّشَيَّدَةٍ» صدق الله العظيم، وتعاطي القرآن كدواء شاف لكل أمراض الخوف وأعراضه، فبذكر الله تطمئن القلوب، لا تنسى (الشافي) كي لا يضيع عقلك في المتاهة المرتقبة لأسباب الشفاء.
Ø    فيروس «كورونا» عندما يصيب الإنسان، تتشابه أعراضه مع كل إصابات الجهاز التنفسي بالفيروسات مثل «سارس» والأنفلونزا بكل أنواعها، وتتلخص في الآتي: احتقان في الأنف والحلق والصداع والسعال وارتفاع في درجة الحرارة. الإسهال. ضيق في التنفس. التهاب حاد في الرئة. قصور في أداء معظم أعضاء الجسم قد يصل حدوث فشل كلوي.
Ø    لم يتوفر أي علاج أو لقاح مضاد للفيروس، ويتم تقديم الرعاية الصحية للمصابين بالفيروس عن طريق تخفيف حدة الأعراض والحرص على الحد من تطورها ودخول المريض في مضاعفات تؤدي إلى الوفاة.
Ø    وتشير الدراسات حول الإصابات الأولى إلى أن معدل الوفيات جراء الفيروس ضئيل جداً وذلك وفق ما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية عن خبير لدى منظمة الصحة العالمية يتكفّل بعلاج مصابين بالفيروس في فرنسا، ذكر أن معدّل الوفيات «هو حتى الآن أقلّ من 5%».
Ø    أذكركم بنصيحة أبو الطب أبقراط: «عالجوا مرضاكم من نباتات أرضكم»، وأكرر نصيحة كل الأطباء أكثروا من السوائل الساخنة فيها علاج ووقاية من كل أمراض الشتاء.
حفظنا الله وإياكم من كل شر.




الجمعة، 24 يناير 2020

في ذكرى اليوم الموعود



ربما تكون قد تبدلت مشاعرك تجاه هذا اليوم، وفقدت حماسك للمعنى الذي خلده في وجداننا، وربما تكون انقسامات كثيرة وصراعات مريرة ودماء غزيرة، هي الحصاد الظاهر لحلم الثورة الجميل، لكن ما يجب أن يدركه هذا الجيل من شباب مصر الذي كان نواة هذا الحراك السياسي الملهم، هو أن الأحلام لا تموت، مثلها مثل الشهداء، أبدا لا يموتون. وغدا إن شاء الله ستمحو الأيام «عبث الأقذار» - أقصدها بالـ«ذال» حقا وصدقا، والمعنى يستقيم أكثر مع خالص اعتذاري لأديبنا عميد الرواية العربية وصاحب نوبل، نجيب محفوظ - ليبقى أثر «25 يناير» خالدا في تاريخ شعب مصر، بمعناه الصحيح ورسالته الواضحة.
كتبت السطور السابقة في مقال عنونته بـ «ذكرى ميلاد الحلم» نشر في يناير 2015، وأعيد نشره في كتابي الجديد «حركة شباب: مشاهدات مراسل أجنبي في مصر» الذي يصدر هذا العام، ونحن نحتفل بالذكرى التاسعة لثورة يناير 2011. وقد وجدت أن كلامي القديم ما زال معبرا بصدق عن مشاعري ووجهة نظري تجاه هذا الحدث التاريخي الفارق، وهذا لا يتعارض مع وصفي لـ «يناير» بأنها «حركة شباب» وليست ثورة مكتملة الأركان، كما لا يتعارض أيضا مع تحيزي الصادق لرمز الدولة المصرية ورئيسها عبد الفتاح السيسي وتأييدي الملطق لمشروعه النهضوي لبناء مصر الجديدة.
إن أهم ما تعلمناه من درس «يناير 2011»، هو أن المجتمع المصري والدولة المصرية، لا يناسبها فكرة التغيير الثوري، فلم تحقق مصر من الثورات عبر تاريخها أي طفرات حضارية فارقة أو نتائج سياسية مستدامة، مصر حضارة عريقة لا تحتمل الزلازل السياسية أو الاجتماعية او الاقتصادية أو الدينية، مصر يناسبها الحلول التدريجية والتغيير المرتبط بالنضج و التطور، لأنه يؤسس لنفسه وجودا حقيقيا في أوصال الجسد المصري العريق، الذي لا يتقبل إلا ما تهضمة ذائقته الحضارية، لقد مر على مصر أهوالاً وغزاها أغلب الإمبراطوريات العتيدة في التاريخ، وأجتاحتها رياح الأفكار القادمة من كل بقاع العالم في كل الأزمنة، لكنها أستوعبت الجميع وحافظت على ملامحها وعلى شخصيتها الأصيلة، التي تظهر أوقات المحن والأزمات، إن «المعدة» الحضارية المصرية قادرة على تقبل كل إختلاف واحتوائه بصبر، ومزجه مع «المكون» المصري، أقول هذا وأؤكده رغم ما نعانيه من شقاق وصراعات وخلافات فكرية وسياسية حالية.
نعم، لقد أفسد المنبطحون المناخ العام، فأصبحنا نتحرج من الإشادة ونتردد في الفخر بالإنجازات، التي وصلت إلى حد «المعجزة» في بعض المجالات، لكن هؤلاء أضطرونا أن نكتفي بابتسامة رضا بعيدا عن الأضواء، حتى لا تلتقط لنا صورة معهم وهم يلعقوا الأحذية بحسب ما تعودوا منذ أبتلينا بوجودهم في حياتنا العامة. أما المعارضون «المأجورون» فقد لطخوا سمعة الصوت الآخر والرأي المخالف، وحرمونا من حرية النقد ولوثوا سمعة المعارضة الشريفة، فأصبح من ينتقد.. عاق يستحق السحق الفوري وتعليقه على باب زويلة بجوار «طومانباي»، لقد أجبرونا على الصمت المخزي، حتى لا نكون في قفص واحد معهم.
ظني أن هذه الحالة لن تستمر كثيرا، ضرورات الحياة وعجلة التقدم والتطور تسير دوما إلى الأمام، وجزء من تحضر الأمم هو قدرتها على إستيعاب الإختلاف، ولن يقدر أي مجتمع على تحقيق نهضة حقيقية دون أن يتمكن من الإستفادة من كل طاقاته.
إن مصر في عهد الرئيس السيسي تهرول نحو المستقبل، نجح الرجل العسكري المخلص باجتهاد ومعاونة صادقة من الجيش الوطني والمجتمع المدني بكل آلياته وأدواته، أن يسدد فاتورة «يناير»، وماسبقها من أخطاء عهد مبارك، وأجتاز بمهارة الكثير من الأزمات وتخطى مخاطر محلية وإقليمية ودولية بدهاء وذكاء، وتمكن بعد سنوات قليلة من الحكم أن يضع مصر على أعتاب طريق الحلم الذي ولد في يناير 2011 على يد شبابها، وأكتملت رحلته بفضل الله الذي سخر لهذا الوطن جيشا وطنيا صادقا في إنتماءه واثقا في عطائه، و«شرطة» يستحق رجالها كل الشكر والعرفان على عطائهم وبسالتهم وتضيحاتهم، ولن نختزل الشكر فقط يوم عيدهم «25 يناير»، فهو ممتد طوال العام، فكلاهما الجيش والشرطة في مصر يستحقا الشكر المتواصل على ما يبذلوه لحماية أمن مصر وشعبها.
حفظ الله مصر.. وشعبها.. وشبابها.. وكل عام ومصر بخير.



نشر في جريدة «صوت الأزهر» بتاريخ 22 يناير 2019

التاريخ في حضرة الشامة (1) - 19 يوليو 2014

كنا في أواخر شهر رمضان، جاي لي تليفون من شخص  كنت شايف إنه أذاني جدا، واتسبب لي في اكبر خسارة حصلت لي في حياتي..  وكنت مسخر نفسي بادعي عليه ...