الخميس، 26 سبتمبر 2019

«ماذا حدث للمصريين» في سبتمبر 2019؟!



 استقبلنا خريف هذا العام بتساقط أوراق (الصمت) التي سترت عورات كثيرة في السنوات الأخيرة، فانكشف المستور وعشنا نتجادل في المحظور، يهيمن على فضاءنا الإعلامي الصخب والعبث، وتحكمه الأكاذيب والسفالة والتدني الأخلاقي، ويتصدر المشهد حفنة من الآفاقيين، يستوي في هذا الإعلام التقليدي (فضائيات ومواقع وصحف) مع الغريم والمنافسالمستجد (السوشيال ميديا)، لا أحاديث إلا(هلاوس) سياسية وضلالات فكرية وتخاريف إعلامية، حتى ظن أي عاقل يتابع المشهد عن بعد، أن مصر تحولت في عشية وضحاها إلى (مستشفى للمجانين).
الأحداث تداعت بسرعة غير مفهومة والأوضاع الساكنة منذ سنوات تفجرت بشراسة غير مبررة، فارتعد الشارع المصري واستدعتذاكرة بسطاء المصريين المشاعر السلبية التي عاشوها في سنوات ما سمي «الربيع العربي»، وارتبك الجميع وكأننا اكتشفنا فجأة أن مصر في «حالة حرب».
سأقتبس عنواناً قديماً لكاتب ومفكر كبير صاغه في سؤال معبر جدا عن اللحظة، أما الكاتب فهو دكتور جلال أمين، وسؤاله وعنوان كتابه كان: «ماذا حدث للمصريين؟» والذي صدرت طبعته الأولى عن دار الشروق عام 1998.
ما الذي حدث في مصر، وما جري للمصريين(شعب وسلطة) في سبتمبر 2019؟؟ 
هذا هو سؤالنا وهذه حالتنا، وهو أمر يستدعى جهد بحثي جبار من علماء الاجتماع السياسي ليجيبونا وفق منهجهم العلمي، كيف تدهور حال المصري (أخلاقه وقيمه وسلوكه) خلال السنوات العشر الأخيرة، حتى أصبحت أذنيه تستسيغ قاذورات «المقاول المارق» وتتفاعل معها، وتقبل عقله تقيؤات «أيقونة يناير» وكأنه ينطق بالدر؟، كيف بات من اليسير على المواطن المتعلم أن يسقط فريسة لفخ الأكاذيب المستمرة من كل وسائل الإعلام، ويغرق تائهاً لا يدرك الحقيقة وهي بازغة ومشرقة أمام الأعين، وإن كان كتاب الدكتور جلال أمين قد رصد ما حدث في المجتمع المصري في نصف قرن (1945 – 1995)، فإن الحاجة الآن أصبحت ملحة لنعرف تفصيلاً ما حدث للمجتمع خلال عشرية الربيع الملعون (2010- 2020) الذي لاح خريفه وبانت تخاريفه.
للأسف لقد أفقدتنا هذه السنوات العشر قدرتنا على التمييز فضاع بيننا الحق، فضللنا عن طريقه، وباتت الكبائر مباحة وسهلة، فسمعنا للشيطان واستجبنا له وتظاهرنا لأجله، فمنحنا صداقته الدائمة، لهذا تداولنا الرجس في يسر دون أن تستيقظ ضمائرنا وندرك كارثة ما نفعله في مجتمعنا والخراب الذي ينتظر أبنائنا.
لا شك أن هناك أمر كبير حدث بمصر في سبتمبر 2019.. سنختلف في وصفه أو تسميته لكننا حتما سنتفق على أسبابه وأهدافه.. أدرك وغيري كثيرون من أهل الرأى وأصحاب الفكر المعتدل من المهمومين بالشأن العام، إننا نمر بمحنة سياسية ومنعطف خطير، إننا أمام حالة احتقان سياسي واجتماعي واقتصادي مزمنة، سهلت على أبالسة (الفيديوهات) العابرة للحدود التسلل بين ثنايا العقل الجمعي المصري، في مرحلة زادت فيها الأعباء على كاهل الأسرة المصرية في السنوات الأخيرة، (كما تزامنت فيديوهات الإثارة مع بداية العام الدراسي والارتفاع الكبير في أسعار مستلزمات العملية التعليمية بالإضافة إلى الملابس والأحذية والحقائب وخلافه من احتياجات أساسية لطلاب المدارس)، ولن نخشى أن نقول أن هناك أخطاء ارتكبت أوصلتنا مع تردي أوضاع المصريين الأخلاقية والمعنوية، إلى هذا المشهد الهزلي الذي دفعنا إلى حافة الأزمة.
ومن الحكمة تدارك الأزمة بصراحة وذكاء وهدوء كي لا تنفرط الأمور وندخل في متاهة جديدة لا يحتملها الحاضر الذي نحياه في مصر ولا يقدر على تسديد فواتيرها الشعب المصري الذي اسند ظهره إلى الحائط الأخير.
ثقتي كبيرة في مصر.. شعبها وجيشها.. وثقتي أكبر بأن الله خير حافظاً.

 نشر في جريدة «صوت الأزهر» بتاريخ 25 سبتمبر 2019

الأربعاء، 18 سبتمبر 2019

مؤتمر «الضرورة»




ارتبط مصطلح «الضرورة» بالرئيس عبد الفتاح السيسي منذ أن وصفه به الكاتب الراحل الأستاذ محمد حسنين هيكل في أعقاب 30 يونيو 2013 وما تبعها من أحداث سياسية صاخبة وعمليات إرهابية وتخريبية وقفت وراءها جماعة الإخوان «المحظورة»، دفعت الوطن إلى حافة الهاوية ورأى وقتها الكاتب الكبير ومثله عشرات من الكتاب والمثقفين ومئات من السياسيين وآلاف من الشباب وملايين من المصريين، أن السيسي «الرئيس الضرورة» بمعنى أنه المرشح الأمثل لتولي حكم مصر في هذه المرحلة من تاريخها، فألتف حوله الشعب بعد أن خاض معركة انتزاع مصر من براثن الظلامية والتخلف التي مثلها تيارات العنف الديني وفي مقدمتها الإخوان.
ويستمر الإجماع الشعبي الذي تنوعت أشكاله وفعالياته في مساندة ودعم الرئيس والتأكيد على الثقة المستمرة فيه خلال السنوات الخمس الماضية، ورغم ما تواجهه «مصر- السيسي» من حروب شرسة من قوى الشر المتحالفة ضد مصر والتي تأمل في إيقاف مسيرة التنمية وعجلة التقدم، وقد بلغت  الحرب أشدها خلال الأسابيع الأخيرة، وصدر القرار الحكيم باستدعاء الشباب لمواجهة الخطر المحدق بالوطن، فكان مؤتمر «الضرورة».. المؤتمر الوطني للشباب الذي استضافه مركز المنارة للمؤتمرات قبل أيام.
وتكمن أهمية #المؤتمر_الوطني_الثامن_للشباب في توقيته ومغزاه.. حيث وقف شباب مصر ممن تأهلوا في البرنامج الرئاسي والأكاديمية الوطنية (وهم نماذج فريدة لمرحلة جديدة من تاريخ مصر) خلف الرئيس والدولة في مواجهة علمية وعملية مع فساد وأخطاء الماضي وأكاذيبه مجسدة في مقاول وممثل فاشل يمكن وصفه بأنه نموذج حي  لفساد عصر مبارك ودولته ونظامه، وآخر وصف بأنه أيقونة «يناير» الحركة الثورية التي خرجت ضد مشروع توريث جمال مبارك.
إن مؤتمر المنارة (المفاجئ) هو استدعاء الضرورة لهذا الجيل من الشباب ليمنع محاولات التخريب والتدمير التي تستهدف مصر تحت ستار ما أصطلح على تسميته بحروب الجيل الرابع.. والتي تستعين في موقعة «الفيديوهات» بنموذجين فاشلين.. يقف وراءهما قائمة من المستفيدين، وهي قائمة تطول وتتضخم مع الأيام لأسباب وعوامل كثيرة، بعضها قدري والكثير منها بشري يمكن تداركه وهذا أمر شرحه يطول ويستحق حديث منفصل ومفسر
أدرك ما حققته «فيديوهات سبتمبر» من صدى في نفوس البعض، في ظل أجواء ضبابية وغير مريحة تهيمن على المشهد العام، ولكن هذا لا يمنعنا من أن نتحرى ما يقال ونجتهد في البحث عن مصداقية ما يبث علينا من محتوى، فما شاهدناه هي تخاريف لا ترتقي إلى مرحلة التسلية، فهي أحاديث مدمنين أدنى من أن يقبلها عقل طفل ساذج..  وما حوته من قاذورات مكانها هو سلة مهملات التاريخ، كلامي قبل أن يكون دفاعا ودعما لوطن ودولة وجيش ورئيس، هو دفاع عن العقل المصري الذي يستحق الحماية والوقاية والتحصين من هذا السخف وهذه الترهات، وهذا ما تم مناقشته في جلسات المؤتمر الوطني الشباب في نسخته الثامنة، وخاصة الجلسة الثانية التي جاءت تحت عنوان: «تأثير نشر الأكاذيب على الدولة في ضوء حروب الجيل الرابع».
ومن أهم ما قاله الرئيس السيسي خلال هذه الجلسة: «الجيش مؤسسة مغلقة.. حساسة جدا للثقة.. كل الأجهزة قالولي لو سمحت ما تتكلمش وكادوا يبوسوا ايديا.. كل ست كبيرة بتدعي لي اسيبها ازاي محتارة»، وبالفعل تطرق الرئيس لبعض ما أشيع وأثارته الفيديوهات الكاذبة، مقسماً بالله أنه أمين على الشعب ومصالحه، وهذه الكلمات الصادقة العفوية البسيطة وصلت إلى قلوب كل المتابعين وأنارت بصيرة المخدوعين، وهدأت من روع المذعورين، فكسب الرئيس رهانه على علاقته القوية والمباشرة مع المصريين.
حفظ الله مصر.

نشر في صحيفة "صوت الأزهر" بتاريخ 18 سبتمبر 2019


التاريخ في حضرة الشامة (1) - 19 يوليو 2014

كنا في أواخر شهر رمضان، جاي لي تليفون من شخص  كنت شايف إنه أذاني جدا، واتسبب لي في اكبر خسارة حصلت لي في حياتي..  وكنت مسخر نفسي بادعي عليه ...