الخميس، 27 سبتمبر 2018

سر رحلة السيسي السنوية للأمم المتحدة




لماذا يحرص الرئيس عبد الفتاح السيسي على زيارته السنوية إلى مدينة نيويورك الأميركية لحضور أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر من كل عام، مسجلا هذا العام رقم قياسيا في الحضور (حيث يترأس وفد مصر في اجتماعات الشق رفيع المستوى من اجتماعات الدورة 73) ، ليكون بذلك أول رئيس مصري يحضر خمس دورات متتالية لاجتماعات الجمعية العامة، بل إن زيارات السيسي الخمس للأمم المتحدة يفوق عددها مجموع زيارات جميع قادة مصر إليها منذ إنشاء المنظمة الدولية؟
وللإجابة على هذا السؤال اجتهدت هيئة الاستعلامات المصرية في رصد مشاركات الرئيس السابقة، وأصدرت كتاباً باللغتين العربية والانجليزية يتضمن تحليلا لنتائج الزيارات الأربعة السابقة للجمعية العامة، لتوضح للرأي العام داخلياً وخارجياً، مدى أهمية هذه الزيارات التي أسست لشكل الدولة المصرية الجديدة في عهد ما بعد 30 يونيو 2013، ودعمت الوجود العالمي للنظام المصري في أهم محفل دولي.
ويذكر كتاب هيئة الاستعلامات الذي جاء تحت عنوان (السيسي في الأمم المتحدة 2014: 2018)، إلى أن الرئيس السيسي ألقى خلال هذه الزيارات خطبًا رسمية كان أهمها خطاباته الأربعة أمام جلسة الجمعية العامة، والتي تمثل كلمة مصر الرسمية في المنظمة الدولية، إضافة إلى كلماته وخطبه في عدد من المؤتمرات والقمم الأخرى التي عقدت بمقر الأمم المتحدة خلال فترة انعقاد الجمعية العامة.
ويرصد الكتاب، استثمار الرئيس السيسي وجوده في نيويورك لعقد عدد كبير من اللقاءات والاجتماعات الجماعية والثنائية مع قادة وزعماء من مختلف قارات للعالم وكذلك مع العديد من المسئولين في المنظمات الدولية وممثلي الدول الأخرى في اجتماعات المنظمة الدولية، ووفق حصر الهيئة لهذه اللقاءات فإنها بلغت 55 لقاء على مستوى القمة.
ويحلل الكتاب، عدداً من الملامح التي ميزت مشاركات الرئيس الأربع خلال الفترة الرئاسية الأولى وأثمرت في النهاية العديد من النتائج السياسية باستعادة مصر مكانتها في محيطها الإقليمي والعالمي، وشجعت المجتمع الدولي على دعم جهود مصر السياسية والاقتصادية.
وقد جسدت مشاركات الرئيس في هذه الاجتماعات السنوية، الإدراك الكامل لأهمية هذا المنبر العالمي لمخاطبة المجتمع الدولي بكامله، والتواصل معه، وعودة صوت مصر على أعلى مستويات القيادة إلى منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة، تأكيداً لاهتمام مصر بدور المنظمة الدولية وضرورة تعزيزه واستعادة تأثيره في النظام الدولي على الأصعدة السياسية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، خاصة في الفترة الراهنة التي يمر فيها النظام العالمي بتغييرات متتالية في توازن القوى وطبيعة ونمط العلاقات الدولية.
وتؤكد هيئة الاستعلامات في كتابها التحليلي الهام، على أن مشاركة الرئيس في دورات الجمعية العامة للأمم المتحدة تعد رسالة إعلامية إلى شعوب العالم، بقدر ما هي رسالة سياسية ودبلوماسية، في الوقت الذي يواجه المجتمع الدولي أشكالًا من التحديات المشتركة التي تهدد السلم والأمن والحياة على الكرة الأرضية مثل قضايا الإرهاب، واللاجئين، والتغيرات المناخية، والأزمات الاقتصادية، وانتشار ثقافـات العنف والتطرف على نحو يتطلب تعاونًا دوليًا كاملًا.
جهد مميز من الهيئة التي استعادت رشاقتها وحنكتها السياسية وتراكمها المعرفي وقدراتها الإعلامية تحت قيادة الزميل القدير ضياء رشوان، الذي أعاد لهذه المنصة الإعلامية البارزة وجودها وأهميتها، فعادت تلعب دورها الصحيح لتصبح جسر تواصلنا الواعي مع العالم الخارجي.


* نشر بجريدة "صوت الأزهر" بتاريخ 26 سبتمبر 2018

الأحد، 2 سبتمبر 2018

مبادرة «إبداع إيجابي»



يمثل ميلاد مصطلح (إبداع إيجابي) وما تبعه من (مبادرة)، حلًّا ناجزًا (في ظني)، قبل أن يجرفنا طوفان العبث المسيطر على المشهد الإبداعي، الذي حوَّل الحالةَ الإبداعيةَ لحالة إفساد متكاملة الأركان، وبات التعرض لمعظم إبداعات هذا الزمان جريمة قتل ممنهجة للنفس، حيث العنف والعري والعَتَه، في تحالفٍ تاريخي مع السذاجة والركاكة والبلادة، لتكونَ النتيجة الطبيعية لهذا السخف هي مُعظَم ما نُعانِيه من أمراض العصر.
لقد وقعنا أسرى منذ سنوات لما يمكننا تسميته بتيار «الإبداع السلبي»، الذي اجتاح في غفْلَةٍ من مبدعينا مختلفَ مجالات الفنون والآداب، وأطاح زبانيتُهُ وفق معطيات السوق بمنطق البناء الخلَّاق للإنسان، الذي يُعَدّ أسمى ما يقوم به الإبداع، وتحوَّل كل ما يُفرِزُه هؤلاء إلى معاول تهدم الفرد وتدمِّر المجتمع، لن أتوقف عند أسماء أو أعمال، فالجميع يعلم، والجميع يحلم بإيجاد مخرج لأزمة الإبداع، ولمحنة المبدعين.
وفي ظل هيمنةِ الإبداعِ السلبي على كلِّ إنتاجنا الفني والثقافي، وتفشِّي العنف والسوقيةِ والبذاءةِ في العديد من الإبداعاتِ المعاصرة، وضعفِ المستوى الفنيِّ لمعظمِ ما يُقدَّم من أعمالٍ خلالَ السنوات الأخيرة. أصبحَتْ الحاجةُ مُلحَّة لوجودِ تيارٍ إبداعيٍّ جديدٍ يقاوِمُ هذا القبحَ، ويجدِّدُ الدماءَ في جَسَد الإبداع المصري المتكلِّس، ويتماهى مع الأفكار الجديدة التي نجَحَتْ وأثَّرَتْ في المجتمعات المتقدمة.
إن «الإبداع الإيجابي» ينتمي بشكل واضح لتيار «الإيجابية» في التفكير الذي تسلَّلَ إلى حياتنا خلال السنوات الأخيرة، بفعل علماء النفس والاجتماع من المتخصصين في «علم النفس الإيجابي». وقد أسهَمَتْ آلياتُ التفكيرِ الإيجابي في إحداث تأثير مدهِشٍ في مختلفِ مناحي حياتِنا، وفَرَضَ مصطلح «الطاقة الإيجابية» وجوده بقوة لما يمثِّلُه من حافزٍ قويٍّ لإحداث تغييرات صحية وفاعلة في حياتنا، وأصبح من المصطلحات المحببة لدى معظم شعوب العالم، وأصبحت «الإيجابية» هي المفتاح السحري للدخول إلى كل العقول.
والإيجابية في الإبداع لن يكونَ لها شروط ولن تعملَ وِفْقَ أُطُرٍ أو أنظمة صارمة، بل هي تيار فكري محفِّز يتماهى مع العصر، ويستوعب كلَّ مدارسِ الفنِّ والثقافة والآداب، ينشِّطُ المبدعين ويشجِّعُهُم بدعم مشروعاتهم الإبداعية، وفق منهج الإيجابية في التفكير، وفي التدبير، في كل مراحل العملية الإبداعية، منذ أن يُولَدَ المشروع فكرةً، مرورًا بشقِّ الطريق الصعب وتمهيده لتنفيذه، وحتى يتحول إلى عمل إبداعي مكتمل، وهذا ما سيصبح أكثر وضوحًا مع تفعيل #مبادرة_إبداع_إيجابي التي تمثِّل «فتح انطلاقة» لأجيال قديمة وجديدة من مبدعينا في مختلف المجالات.
ولا يهدف مقالي فقط إلى تسجيل حقِّي التاريخي في مصطلح «إبداع إيجابي»، لكنه احتفالًا بفكرةٍ مميَّزة ولدت وسطَ زحامِ الأفكارِ اليائسةِ التي أضناها البحثُ عن مَخرجٍ حقيقيٍّ وصادق لأزمة الإبداع في بلادي، ولأزمتي مع الإبداع في ظلِّ مناخٍ قاتلٍ لأيِّ موهبةٍ ومفسِدٍ لأيِّ موهوب.
وُلِدَ تيار «ابداع إيجابي»، وتخطَّى بإيجابية عثرات المخاض، وانطلَقَ للعملِ مباشرةً بمبادرةٍ نظُنُّها جديدةً وفريدةً على سوقِ الإنتاج الفنيِّ في مصر والعالم العربي، وستُسهِمُ «مبادرةُ إبداع إيجابي» في إنتاجِ وتسويقِ ثلاثةِ أعمالٍ فنيَّةٍ كخطوةٍ أولى، وقبل أن ينتهي عام 2018 ستكونُ هناك خُطَّة مبشِّرة للعام المقبل تدعمُ انتشارَ تيَّارِ #إبداع_إيجابي وتضمَنُ تأثيرَه في شكلِ المشهدِ الإبداعيِّ المصري والعربي خلال السنوات المقبلة.
يصاحِبُ المبادرة، التي أتمنى أن ينضمَّ إليها مثقفينا ومبدعينا، حملةٌ إعلاميةٌ لتأصيل المصطلح وتعميق دلالاتِهِ وفَتْحِ مناقشة عامة حول السبل والآليات التي تمكِّن المجتمع من تحقيق الهدف المنشود من وجود تيار #إبداع_إيجابي، وهو ظهور أعمال فنية وأدبية تمنَحُ المصريينَ طاقة إيجابية تدعم قدرتهم على تحمل الحياة.





التاريخ في حضرة الشامة (1) - 19 يوليو 2014

كنا في أواخر شهر رمضان، جاي لي تليفون من شخص  كنت شايف إنه أذاني جدا، واتسبب لي في اكبر خسارة حصلت لي في حياتي..  وكنت مسخر نفسي بادعي عليه ...