مع أني واخد قرار نهائي وحتمي وتاريخي بألا أشارك في
"العك" الحاصل في بلادي، لكنني اليوم وفي ساعة عصاري بينما أتأهب لتناول
طعام الغداء أطل علي من شاشة التلفاز عمرو بيه موسى رئيس لجنة الخمسين .. يقرأ
نصوص ومواد دستور لجنته وسبقه بديباجته، والحقيقة أن أكثر ما أبهرني في المشهد - اللهم
لا حسد - هو لياقته.
ولأن حرمنا المصون كانت تجهز أكلة "قلقاس"
مخصوصة من العيار التقيل، ولمحتها بينما البيه يقرأ المادة تلو الأخرى .. تضع
ألأطباق أمامي في هدوء .. فوجدتني مضطرا أن أسرح بخيالي بعيدا عن شقي الرحى ..
عمرو بيه ودستوره .. وحرمنا المصون وقلقاسها.
وعلى أنغام صراخ أبنائي الأعزاء، وبعد أن فقدت تماما
الإحساس .. وأنهيت الطبق الثاني من هذا القلقاس .. قفزت الفكرة في رأسي بعنف مدوي
.. فقررت أن أشارككم فيها .. وأهو كله بثوابه ..
الفكرة باختصار عشان كلام الجد ما يضيعش حلاوة الهزار ..
بما أنه تم إستفتاء الشعب المصري على تعديلات دستورية في
دستور 1971، وذلك في إستفتاء 19 مارس 2011 الشهير بغزوة الصناديق.. وهو الإستفتاء
الذي ضرب به المجلس العسكري عرض الحائط وأصدر بعده إعلان 31 مارس الدستوري الذي
حكم به المرحلة الإنتقالية.
وبما انه تم إستفتاء الشعب المصري على دستور "منتصف
الليل" الإخواني في 15 ديسمبر 2012، والذي سبقه إعلان مرسي الدستوري الذي
جعله دستورا منقوصا بفضل تحصينات قانوينة مشوهة منحها مرسي للجنة الدستور الباطلة،
وهو الدستور الذي تم تعطيله بعد ثورة 30 يوينة المجيدة والفريدة والشديدة كمان ..
وبما أن الشعب وافق في المرتين بأغلبية تخطت ثلثي
الناخبين وبالمناسبة - وهذه ملاحظة للتاريخ فقط - فإن قادة الجيش المصري في
المرتين هم من ألغوا النتيجتين، رغم ما تحمله كل نتيجة من شرعية شعبية سواء
لتعديلا دستور 1971 أو لدستور 2012.
وبما أن دستور عمرو بيه ورفاقه، تلاحقه الأقاويل وتطارده
لعنات أصحاب الفيل - لا أقصد الشيخ حمد والعياذ بالله - فلماذا يا سيادة رئيسنا
المؤقت عدلي، ويا جدنا الببلاوي ويا نني عيون المصريين سيادة الفريق .. لماذا لا
نخرج من هذا المطب بفكرتي المجنونة .. الفكرة القلقاسة ..
برضه بالمناسبة، أنا عارف إن القلقاس سمعته وحشة في مصر،
بس سيرشاية سريعة على جوجل هاتعرف إنه فظيع وممكن تدمنه من كتر فوايده ومن فرط
جماله .. وخصوصا لو أكلته من أيد حرمنا المصون .. ويا عيني لما تحبس وراه بشوية
شاي بالنعناع الأخضر.
المهم عشان ما اطولش ..
الفكرة ببساطة أن يجري الإستفتاء القادم، والذي ربما يتم
في يناير المقبل وفق تصريح جدو ببلا (رئيس وزراء مصر الموكوسة) على ثلاثة دساتير
.. هي كالتالي:
- دستور 2011 (دستور 1971 بعد إضافة تعديلات إستفتاء 19
مارس 2011 عليه .. ونسميه دستور طنطاوي).
- دستور 2012 (الذي مرره الإخوان بألاعيب سياسة مفضوحة،
والذي يحوي مواد إنتقالية منها بقاء مرسي رئيسا لمصر وكذلك مادة عزل نواب الحزب
الوطني السابقين .. ونسمي هذا دستور مرسي)
- و أخيرا دستور 2013 والذي هو تعديل جذري لدستور مرسي،
ويمكن أن نصفه بأنه دستور جديد ونسميه دستور عدلي)
وإذا كنا بلد يريد أن يخرج من مأزقه الراهن، يجب أن يكون
الإستفتاء مثاليا، في تنظيمه ..
وأعتقد أن الأستفتاء على ثلاثة دساتير يحقق لكل الإطراف مبتغاها ويعيد
الإخوان وحلفائهم إلى حلبة العمل بعيدا عن كل موائد التفاوض الوهمية، وحديث
المصالحة اللي بيجيب حموضة لأحمد موسى ياااااااااح.. كما أنه يمنح جماعة أسفين يا ريس من عشاق العهد المباركي فرصتهم للعودة إلى الماضي .. ويبقى كده راضينا الجميع ..
وتخش يا نجم زي الباشا لجنة
الإستفتاء وتختار بين التلاتة، والملعب هو الحكم .. واللي يكسب يلبس حكم البلد
ويورينا شطارته بقى هايحكمها إزاي ..
هايقولك دستور طنطاوي ده بتاع الفلول والعسكر .. قوله فلول
بس أعيش .. وألحس البيادة وما يهمنيش ..
هايقولك دستور مرسي .. هايرجع مرسي للإتحادية والأخوان
يركبوا البلد تاني .. قوله يبقى العيب على اللي بيحبوا يتركبوا ..
هايقولك دستور عدلي .. حادف شمال وبتاع يسار .. قوله
أبقى صوت بإيديك اليمين وقول باسم الله ..
ياعم أختار اللي أنت عايزه .. المهم يكون إستفتاء نزيه
..
وما يجيش واحد بعد النتيجة ويقولك هو فين دستور الثورة .. ده بقى تقوله دستور
الثورة في رجلين أمك .. ولو فتحت بؤك هألسوعك بأوسخ شبشب فيكي يا مصر .. اللي هو
شبشب أمك برضه ..
تمام ..
سلام ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق