الأحد، 1 ديسمبر 2013

فكرة مجنونة .. بنكهة القلقاس


مع أني واخد قرار نهائي وحتمي وتاريخي بألا أشارك في "العك" الحاصل في بلادي، لكنني اليوم وفي ساعة عصاري بينما أتأهب لتناول طعام الغداء أطل علي من شاشة التلفاز عمرو بيه موسى رئيس لجنة الخمسين .. يقرأ نصوص ومواد دستور لجنته وسبقه بديباجته، والحقيقة أن أكثر ما أبهرني في المشهد - اللهم لا حسد - هو لياقته.
ولأن حرمنا المصون كانت تجهز أكلة "قلقاس" مخصوصة من العيار التقيل، ولمحتها بينما البيه يقرأ المادة تلو الأخرى .. تضع ألأطباق أمامي في هدوء .. فوجدتني مضطرا أن أسرح بخيالي بعيدا عن شقي الرحى .. عمرو بيه ودستوره .. وحرمنا المصون وقلقاسها.
وعلى أنغام صراخ أبنائي الأعزاء، وبعد أن فقدت تماما الإحساس .. وأنهيت الطبق الثاني من هذا القلقاس .. قفزت الفكرة في رأسي بعنف مدوي .. فقررت أن أشارككم فيها .. وأهو كله بثوابه ..
الفكرة باختصار عشان كلام الجد ما يضيعش حلاوة الهزار ..
بما أنه تم إستفتاء الشعب المصري على تعديلات دستورية في دستور 1971، وذلك في إستفتاء 19 مارس 2011 الشهير بغزوة الصناديق.. وهو الإستفتاء الذي ضرب به المجلس العسكري عرض الحائط وأصدر بعده إعلان 31 مارس الدستوري الذي حكم به المرحلة الإنتقالية.
وبما انه تم إستفتاء الشعب المصري على دستور "منتصف الليل" الإخواني في 15 ديسمبر 2012، والذي سبقه إعلان مرسي الدستوري الذي جعله دستورا منقوصا بفضل تحصينات قانوينة مشوهة منحها مرسي للجنة الدستور الباطلة، وهو الدستور الذي تم تعطيله بعد ثورة 30 يوينة المجيدة والفريدة والشديدة كمان ..
وبما أن الشعب وافق في المرتين بأغلبية تخطت ثلثي الناخبين وبالمناسبة - وهذه ملاحظة للتاريخ فقط - فإن قادة الجيش المصري في المرتين هم من ألغوا النتيجتين، رغم ما تحمله كل نتيجة من شرعية شعبية سواء لتعديلا دستور 1971 أو لدستور 2012.
وبما أن دستور عمرو بيه ورفاقه، تلاحقه الأقاويل وتطارده لعنات أصحاب الفيل - لا أقصد الشيخ حمد والعياذ بالله - فلماذا يا سيادة رئيسنا المؤقت عدلي، ويا جدنا الببلاوي ويا نني عيون المصريين سيادة الفريق .. لماذا لا نخرج من هذا المطب بفكرتي المجنونة .. الفكرة القلقاسة ..
برضه بالمناسبة، أنا عارف إن القلقاس سمعته وحشة في مصر، بس سيرشاية سريعة على جوجل هاتعرف إنه فظيع وممكن تدمنه من كتر فوايده ومن فرط جماله .. وخصوصا لو أكلته من أيد حرمنا المصون .. ويا عيني لما تحبس وراه بشوية شاي بالنعناع الأخضر.
المهم عشان ما اطولش ..
الفكرة ببساطة أن يجري الإستفتاء القادم، والذي ربما يتم في يناير المقبل وفق تصريح جدو ببلا (رئيس وزراء مصر الموكوسة) على ثلاثة دساتير .. هي كالتالي:
- دستور 2011 (دستور 1971 بعد إضافة تعديلات إستفتاء 19 مارس 2011 عليه .. ونسميه دستور طنطاوي).
- دستور 2012 (الذي مرره الإخوان بألاعيب سياسة مفضوحة، والذي يحوي مواد إنتقالية منها بقاء مرسي رئيسا لمصر وكذلك مادة عزل نواب الحزب الوطني السابقين .. ونسمي هذا دستور مرسي)
- و أخيرا دستور 2013 والذي هو تعديل جذري لدستور مرسي، ويمكن أن نصفه بأنه دستور جديد ونسميه دستور عدلي)
وإذا كنا بلد يريد أن يخرج من مأزقه الراهن، يجب أن يكون الإستفتاء مثاليا، في تنظيمه ..
وأعتقد أن الأستفتاء على ثلاثة دساتير يحقق لكل الإطراف مبتغاها ويعيد الإخوان وحلفائهم إلى حلبة العمل بعيدا عن كل موائد التفاوض الوهمية، وحديث المصالحة اللي بيجيب حموضة لأحمد موسى ياااااااااح.. كما أنه يمنح جماعة أسفين يا ريس من عشاق العهد المباركي فرصتهم للعودة إلى الماضي .. ويبقى كده راضينا الجميع .. 

وتخش يا نجم زي الباشا لجنة الإستفتاء وتختار بين التلاتة، والملعب هو الحكم .. واللي يكسب يلبس حكم البلد ويورينا شطارته بقى هايحكمها إزاي ..

هايقولك دستور طنطاوي ده بتاع الفلول والعسكر .. قوله فلول بس أعيش .. وألحس البيادة وما يهمنيش ..
هايقولك دستور مرسي .. هايرجع مرسي للإتحادية والأخوان يركبوا البلد تاني .. قوله يبقى العيب على اللي بيحبوا يتركبوا ..
هايقولك دستور عدلي .. حادف شمال وبتاع يسار .. قوله أبقى صوت بإيديك اليمين وقول باسم الله ..
ياعم أختار اللي أنت عايزه .. المهم يكون إستفتاء نزيه ..
وما يجيش واحد بعد النتيجة ويقولك هو فين دستور الثورة .. ده بقى تقوله دستور الثورة في رجلين أمك .. ولو فتحت بؤك هألسوعك بأوسخ شبشب فيكي يا مصر .. اللي هو شبشب أمك برضه ..

تمام ..
سلام .. 

الاثنين، 26 أغسطس 2013

أخيرا .. إطلاق سراح .. مرسي

يبدو أن أغسطس (الكئيب) .. (الرهيب) ..
قرر أن يزيح عني بعض اثاره الحزينة
وقبل أن ينتهي بأيام قليلة .. 
ها هو أخيرا (مرسي) يخرج للنور .. 
ويستعد لكي يلف ويدور بين الوديان والجحور ..
وعشان دماغك ما تروحش بعيد ..

مرسي المقصود هو مرسي بتاعي ..مش بتاعهم ..
ومرسي بتاعي - لا مؤاخذة - هو كتابي الشعري الثالث
والذي أطلق صراحه اليوم الصديق الناشر ياسر رمضان ((مدير دار كنوز للنشر والتوزيع)).. 
والكتاب يحمل عنوان ((حرنكش يا مرسي )) ..

وقد تأخر صدوره أكثر من أربعة شهور لدواعي كثيرة أهمها ..
إرتباك سوق النشر وإرتفاع أسعار مستلزمات الطباعة 
بفعل هيجان الدولار والسولار [أرجو الا تسألني عن العلاقة ]
وكمان رمضان  اللي الناس بتشتغل فيه بسرعة السلحفاة ..
وقبله الثورة المتممة في 30 يونيو وما تلاها من رابعة ونهضة والذي منه .. 
ثم أخيرا السيسي وفضه وحظره .. 


لقد حذرني الناشر العزيز من أنه لا يستبشر خيرا ابدا بكتاب يحمل صورة مرسي
وقد عاندته في الأمر حتى أحتكم الأمر وكدت أفكر في تغيير الغلاف لفك النحس والعكوسات..
وقبل ما شيطاني يخليني أخلعه من على غلافي .. كان جيش مصر (أبو دم وبيادة وعاجبنا) ..
قد خلعه من على حائط الوطن وألقى به إلى المجهول ..

وزيادة في السسبنس والإثارة .. وطبعا المتعة .. 
فاجئني الناشر العزيز بصدور كتاب أخر جديد ((واحد مع مصر)) متزامنا مع (حرنكش)
رغم إدراكي أن كتابين في الراس .. ممكن توجع .. 
وممكن حاجات تانية لا يسع الحديث لذكرها .. 
ربنا يكفينا ويكفيكم شرها ..


والكتابان هما شهادتي المخلصة عن عامين وأكثر من عمر مصر ..
شهادة رصدتها شعرا ونثرا ..
فرحا وحزنا ..
حلما وإحباطاً ..
ثورة وثورة مضاده ..
شعب وإخوان ..
اللي قالوا نعم واللي قالوا لأ .. 
اللي عصروا لمون واللي عصروا قصب .. 
ولما الاتنين أتعصروا .. 
كان وطنا .. بيغتصب..  
وبفعل هذه الثنائيات أنقسم البلد وانشرخ ..
 ويارب المجبارتي يكون بيفهم والدكتور يعرف يداوي الشروخ ..
يا الا هانرجع من الأول وندوخ ..
 ونلف في دواير لا تنتهي إلا بثورة ..

وكل ثورة .. وأنتوا شعب ..

وأخيرا
أتشرف بأن أقدم لكم جهدي المتواضع ..

حرنكش يا مرسي
واحد مع مصر



26 أغسطس 2013

في كل مكتبات مصر ..



الأحد، 24 مارس 2013

حسن رامبو .. اللي بيشرب الشامبو


يطاردني إلحاح – لا يتوقف - من صغيري وقرة عيني مصطفى الشهير بـ "صاصو" في رحلة عودتنا  اليومية من مدرسته إلى المنزل، في أن أحكي له حدوتة، ومع كثرة ما حكيت وأنا أتحاشى جموح السيارات المحيطة بنا في طريق الأوتوستراد المزعج بجنون سائقيه، كانت للأسف كل  قصصي لا ترقى إلى مستوى تقديره فكان يهرب من مللها في منتصف المشوار وينام وهو ما كان يصيبني باليأس المخلوط بالفشل.
كان هذا حالي طيلة الأيام الماضية من شهري فبراير ومارس، أبدع كل يوم قصة جديدة وينام أو يهرب إلى IPAD ليقهر spider man، وهو ما استفزني أكثر فقدحت زناد الإبداع الذي صدأ من فعل الصحافة وشرق أوسطها.. حتى قفز أمامي فجأة .. حمادة رامبو*.. أشهر "صيع" حي روض الفرج، الحي الذي سقطت فيه رأسي وصعدت وترعرعت أحلامي وعشت فيه أحلى أيامي، وقررت أن يكون حمادة هو البطل الأسطوري الجديد الذي أنسج من حوله حواديتي للأستاذ صاصو، ولمزيد من الحبكة تذكرت زميل لي في المدرسة الابتدائية حكى ذات مرة أنه وهو طفل كان يغافل والدته وهو يستحم ويشرب الشامبو، وكنت أصرخ من الصدمة أنا وأقراني وقتها من هذا التصرف الغريب والمثير، وكان زميلي هذا أسمه حسن، فقررت في لحظة تجلي درامي أن يكون أسم بطل حكاياتنا أنا وصاصو هو ((حسن رامبو.. اللي بيشرب الشامبو))، كما دشنا مقدمة غنائية لهذه الحدوتة منحتها جاذبية خاصة ومن سهولة اللحن حفظه صاصو وبدأ يردده في كل مكان، وإمعانا في الجاذبية قلت لصغيري إن حسن رامبو سليتقي في حدوتة قريبة مع BEN 10 على سبيل الدعاية لشخصيتي الجديدة لعلها تستحوذ على اهتمامه أكثر، وهو ما كان.
ونجحت الخطة وأصبح صاصو كل يوم يتشوق إلى مغامرة جديدة من حكايات الولد "النوتي" التخين حسن رامبو المشاغب الذي يرتكب حماقات وأخطاء كارثية ويأكل ساندوتشات زملاءه في الـ Class ويضربهم جميعا وهو يصرخ في وجوهم بحركات Power Ringers، وتبلورت أكثر شخصية حسن درامياً وحملتها بكل سلبيات الأطفال في هذه المرحلة العمرية التي تشبه عمر صاصو، وأصبح حسن رامبو النموذج السىء الكريه الذي يتحاشى أبني الصغير أن يصبح مثله أو أن يرتكب أخطائه، وهو ما حقق من قصة حسن أهدافا تربوية لم أتخيلها.
المشكلة الرئيسية، كانت في بركان الأسئلة الذي تفجره كل حدوتة لدى صغيرى، فلم أدرك أنني اقتربت من منطقة محيرة بداخله تتعلق باستخدامه للقوة والعنف، ومع متابعتي السريعة لكل الأفلام والبرامج التي يدمن مشاهدتها اكتشفت أنها كلها مسلسلات معارك دامية، وكان رصدي له في اللحظات القليلة التي أنتظره فيها داخل مدرسته يوضح أن أسلوب لعبه وتواصله هو وكل أقرانه بين أمرين إما "الضرب" أو"الصراخ".
"يوسف ضربني وعلى خبطني ويحيى زقني، أعمل معاهم إيه يا باباي؟ أنا مش عايز أبقى (نوتي) زي حسن رامبو اللي بيشرب الشامبو".. تباغتني كلمات مصطفى وتقطع شرودي وانا غارق في أحداث مصر خلال عامين من عمر ثورتها الميمونة، ولحظات كثيرة مرت علي مؤخرا وأنا أبحث عن طبنجة أو سنجة أو فرمنش لأضعهم في سيارتي ربما أستطيع بهم الدفاع عن نفسي في دولة الفوضى التي أصبحنا نعيش فيها.
راقبت نفسي وتصرفاتي في الشهور الأخيرة، فاكتشفت أنني أصبحت ميالا للعنف أكثر من رامبو الذي أحكيه لأبني، راقبت كل أصدقائي ورفاقي وزملائي من العقلاء المهذبين فوجدتهم أكثر سوء مني، الكل يتأهب ويستعد لمعركة حتمية أصبحنا جميعا نشعر باقترابها وتتشكل ملامحها في أفق وطننا التائه .
العداء بينك وبين أقرب الناس إليك يزداد، حالة من كراهية الأخر تتأجج بداخلك ربما تكون وصلت إلى كراهية نفسك، أنها بشائر كارثة ننزلق لها جميعا بقصد أو بدون ليس هذا مهم، المهم أننا كلنا شربنا الشامبو.. بدل ما نستحمى بيه ونغسل خطايا 30 عام مع مبارك ..
يا صاصو ..
عشان تعيش في مصر يا أبني لازم تبقى حسن رامبو .. ومن إنهارده مش هاحكي لك حواديت خلاص.. أنا هاخدك تتفرج على بلدك من المقطم للإتحادية ومن التحرير لميدان الشهداء .. من إنهارده مفيش سبايدر مان وباور رينجرز وبن تن، في أخوان وحازمون وجبهة وتيار شعبي.. وفي مسلم ومسيحي .. وفي ألتراس بكل فرقه .. في بدو ونوبيين .. في سنة وشيعة .. فيه عندنا حتى المسلمين السنة منقسمين لجهاد وجماعة إسلامية وقاعدة ودعوة سلفية وغيره من تفكيكات الإسلام السياسي، الإسلام يا أبني اللي جمع القلوب في عهد أشرف الخلق عليه أفضل صلاة وسلام.. هو اللي تحت رايته إنهارده هاتسيل دماء مصر والمصريين في حرب أهلية قادمة لامحالة.
أرفع سلاحك فوق .. أنت مصري ..


*رامبو: هو بطل سلسلة من أفلام السينما الأميركية التي قدمها الممثل العالمي سلفستر ستالوني في نهاية الثمانينات من القرن الماضي وحققت ناجحا ساحقا جعله نموذجا للقوة عند جيلي ممن أقتربوا من سن اليأس وتخطوا الأربعين من عمرهم.

التاريخ في حضرة الشامة (1) - 19 يوليو 2014

كنا في أواخر شهر رمضان، جاي لي تليفون من شخص  كنت شايف إنه أذاني جدا، واتسبب لي في اكبر خسارة حصلت لي في حياتي..  وكنت مسخر نفسي بادعي عليه ...