وصلتني هذه الرسالة على بريدي الإلكتروني
من الشاعر الصديق محمد الشيمي
قراءة خاصة لديوان (حدوتة بنت أسمها فلسطين)
من الشاعر الصديق محمد الشيمي
قراءة خاصة لديوان (حدوتة بنت أسمها فلسطين)
هنيئاً للأدب على فجيعتنا إذن فما أكبر مساحة ما لم يحدث..
إنها تصلح اليوم لأكثر من قصيدة..
وهنيئاً للحب أيضا..
فما أجمل الذي حدث بيننا..
ما أجمل الذي لم يحدث..
ما أجمل الذي لن يحدث..
قبل اليوم، كنت أعتقد أننا لا يمكن أن نكتب عن حياتنا إلا عندما نشفى منها.
عندما يمكن أن نلمس جراحنا القديمة بقلم، دون أن نتألم مرة أخرى.
عندما نقدر على النظر خلفنا دون حنين، دون جنون، ودون حقد أيضا.
أيمكن هذا حقا؟
نحن لا نشفى من ذاكرتنا.
و لهذا نحن نكتب، ولهذا نحن نرسم، و لهذا يموت بعضنا أيضا
(أحلام مستغانمي - ذاكره الجسد)
الشاعر الصحفي .... أبو مصطفى
ظللت شهورا طويلة انتظر رؤية رسائلك على صندوق بريدي اليتيم ورأيت بالأمس على الفيس بوك تنويهك عن الديوان بعبارة (للأصدقاء فقط)
وظللت طوال الثلاث ساعات الماضية أتصفح أشعارك الجديدة القديمة وأنا شارد ومذهول في حاله انعدام وزن.
(مستغرب من كتر الفرح اللى مزوق جدران قلبى)
لقد اقتسمنا الوجع واكتوينا بلهيب التجربة ذاتها وعند ذكر الوقائع عليك الاستعانة بالشاهد الوحيد.
إنها قصائدنا التسعينية التي ولدت من رحم الأحزان كتبتها أنت وعشتها أنا معك.. فلسطين الوطن والأنثى التي طلبت حق اللجوء إليها يوما ما عندما جئت تسألني كيف الهروب إليها؟
كنت صاحب عِلة.. تدمى بروحك المحتلة.. تتمنى الولوج للرحم الذي اشتقت إليه وضاق بك المكان والزمان.
مرت الأيام واعتقدت أن (الواد الأهبل بقى بلياتشو في سيرك المم) مثلنا جميعا ولكنك تفاجئنا دائما وتؤكد انك على العهد القديم.. تنتفض وتطفو تجاربك الثرية على السطح (أنا الحكواتى يا ست الحزن).
اكتب إليك وكأنني لم أفارق الورقة والقلم منذ 18 شهر حينما تم أخر هاتف بيننا في يناير من العام الماضي.
نعم أنا اكتب على رائحة الذكرى وأنت تملك عبق كل ما مضى (على ضل ذكرى قديمه واقف باحنى القلم) لقد هجرت الكتابة لأقرأ.
وربما لأني كنت اضعف من أن اكتب وعلى حد تعبير فاتنة الرواية بنت مستغانمي: "أن الكتابة هي وسيله الضعفاء لدفع الضرر القادم"، وربما هي تكفين الوقت بالورق الأبيض.
دائما ما يموت الوقت أمامي وأنا مفلس لا املك تكفينه وربما كنت احتفظ بجثته كومضات خيال مثلى مثل أجدادي الذين ولعوا بالتحنيط، أملاً في لقاء قادم غير محدد الميعاد.
(كان لازم الليلة / دي تشهد ميلاد قصيده / حتى ولو كانت قيصريه)
ولأني متلخبط وفرحان قوى أني بكتب لك أيميل ومش حأعمله delete زى كل اللي قبله مش حاكتب شعر عشان أنا عايز أبقى بحريتي فانا في حالة عقم ما قبل الانفراجة.
نعم علاقة الورقة والقلم هي التي أمارس فيها حريتي وفحولتي وأتلذذ بضعفي وقوتي واقلع كل هندامي وأنام وأحط رجلي في ميه وملح واشرب واقربع واجهر بكل ما هو سرى.
(باستناكى على ناصيه احلامى / متأمع ومزوق افكارى / حارت دقنى من اللهفه)
باشكل زيك شوية فصحى وشوية عامية وقصايد قديمة بقراها لأول مره لأنك ثبت الإحساس وغيرت الشكل وكأني باشوف الكلام لابس هدوم جديدة.
(عارفه لوتنسى المكياج والمونتاج / كان كل زواق اللهفه يبوش / وتشوفى الليل ازاى اتغمى / فى بارا ستلا)
ولكن يا أبو شامه لماذا 5 يونيو !!!!!!! تاريخ الهزيمه!!!!!!!!
لقد لمحت تاريخ إصدار للديوان وهو يقترب من تاريخ وصولك لندن ومغادرتك للسعودية منذ عامان وقبلها بسنوات في الصين على ما اذكر؟
لا أدرى أهو شهر المحطات والوثبات والبدايات؟ لا أدرى فالتواريخ في حياتك لها مسار محير وصدف قد لا تحدث كثيرا.
أفرغت كل ما لدى وامتلأت بديوانك وخرجت من بياض صفحاتي لألوانك الهادئة حينا والصاخبة والثرية دائما ومعرفش ليه دموعي تقترب من منابعها.. لتسقط رغما عني فلا تزال ذخيرتك حية وإحساسك ملتهب ومفعم بالحياة وأنت تسرد أياما كنا نحياها بنشوة غريبة رغم أنها كانت أيام الهزائم.
(معرفش ليه مبقتش باخجل من الهزيمه يمكن عشان مفيش راجل ما اتهزمش)
يمكن عشان مفيش راجل ماتهزمش!!!!!!
ألف مبروك
أبو جنى
إنها تصلح اليوم لأكثر من قصيدة..
وهنيئاً للحب أيضا..
فما أجمل الذي حدث بيننا..
ما أجمل الذي لم يحدث..
ما أجمل الذي لن يحدث..
قبل اليوم، كنت أعتقد أننا لا يمكن أن نكتب عن حياتنا إلا عندما نشفى منها.
عندما يمكن أن نلمس جراحنا القديمة بقلم، دون أن نتألم مرة أخرى.
عندما نقدر على النظر خلفنا دون حنين، دون جنون، ودون حقد أيضا.
أيمكن هذا حقا؟
نحن لا نشفى من ذاكرتنا.
و لهذا نحن نكتب، ولهذا نحن نرسم، و لهذا يموت بعضنا أيضا
(أحلام مستغانمي - ذاكره الجسد)
الشاعر الصحفي .... أبو مصطفى
ظللت شهورا طويلة انتظر رؤية رسائلك على صندوق بريدي اليتيم ورأيت بالأمس على الفيس بوك تنويهك عن الديوان بعبارة (للأصدقاء فقط)
وظللت طوال الثلاث ساعات الماضية أتصفح أشعارك الجديدة القديمة وأنا شارد ومذهول في حاله انعدام وزن.
(مستغرب من كتر الفرح اللى مزوق جدران قلبى)
لقد اقتسمنا الوجع واكتوينا بلهيب التجربة ذاتها وعند ذكر الوقائع عليك الاستعانة بالشاهد الوحيد.
إنها قصائدنا التسعينية التي ولدت من رحم الأحزان كتبتها أنت وعشتها أنا معك.. فلسطين الوطن والأنثى التي طلبت حق اللجوء إليها يوما ما عندما جئت تسألني كيف الهروب إليها؟
كنت صاحب عِلة.. تدمى بروحك المحتلة.. تتمنى الولوج للرحم الذي اشتقت إليه وضاق بك المكان والزمان.
مرت الأيام واعتقدت أن (الواد الأهبل بقى بلياتشو في سيرك المم) مثلنا جميعا ولكنك تفاجئنا دائما وتؤكد انك على العهد القديم.. تنتفض وتطفو تجاربك الثرية على السطح (أنا الحكواتى يا ست الحزن).
اكتب إليك وكأنني لم أفارق الورقة والقلم منذ 18 شهر حينما تم أخر هاتف بيننا في يناير من العام الماضي.
نعم أنا اكتب على رائحة الذكرى وأنت تملك عبق كل ما مضى (على ضل ذكرى قديمه واقف باحنى القلم) لقد هجرت الكتابة لأقرأ.
وربما لأني كنت اضعف من أن اكتب وعلى حد تعبير فاتنة الرواية بنت مستغانمي: "أن الكتابة هي وسيله الضعفاء لدفع الضرر القادم"، وربما هي تكفين الوقت بالورق الأبيض.
دائما ما يموت الوقت أمامي وأنا مفلس لا املك تكفينه وربما كنت احتفظ بجثته كومضات خيال مثلى مثل أجدادي الذين ولعوا بالتحنيط، أملاً في لقاء قادم غير محدد الميعاد.
(كان لازم الليلة / دي تشهد ميلاد قصيده / حتى ولو كانت قيصريه)
ولأني متلخبط وفرحان قوى أني بكتب لك أيميل ومش حأعمله delete زى كل اللي قبله مش حاكتب شعر عشان أنا عايز أبقى بحريتي فانا في حالة عقم ما قبل الانفراجة.
نعم علاقة الورقة والقلم هي التي أمارس فيها حريتي وفحولتي وأتلذذ بضعفي وقوتي واقلع كل هندامي وأنام وأحط رجلي في ميه وملح واشرب واقربع واجهر بكل ما هو سرى.
(باستناكى على ناصيه احلامى / متأمع ومزوق افكارى / حارت دقنى من اللهفه)
باشكل زيك شوية فصحى وشوية عامية وقصايد قديمة بقراها لأول مره لأنك ثبت الإحساس وغيرت الشكل وكأني باشوف الكلام لابس هدوم جديدة.
(عارفه لوتنسى المكياج والمونتاج / كان كل زواق اللهفه يبوش / وتشوفى الليل ازاى اتغمى / فى بارا ستلا)
ولكن يا أبو شامه لماذا 5 يونيو !!!!!!! تاريخ الهزيمه!!!!!!!!
لقد لمحت تاريخ إصدار للديوان وهو يقترب من تاريخ وصولك لندن ومغادرتك للسعودية منذ عامان وقبلها بسنوات في الصين على ما اذكر؟
لا أدرى أهو شهر المحطات والوثبات والبدايات؟ لا أدرى فالتواريخ في حياتك لها مسار محير وصدف قد لا تحدث كثيرا.
أفرغت كل ما لدى وامتلأت بديوانك وخرجت من بياض صفحاتي لألوانك الهادئة حينا والصاخبة والثرية دائما ومعرفش ليه دموعي تقترب من منابعها.. لتسقط رغما عني فلا تزال ذخيرتك حية وإحساسك ملتهب ومفعم بالحياة وأنت تسرد أياما كنا نحياها بنشوة غريبة رغم أنها كانت أيام الهزائم.
(معرفش ليه مبقتش باخجل من الهزيمه يمكن عشان مفيش راجل ما اتهزمش)
يمكن عشان مفيش راجل ماتهزمش!!!!!!
ألف مبروك
أبو جنى
الرياض 15 يوليو 2009
ملحوظة: الأجزاء باللون الأحمر .. من ديوان الحدوتة