الخميس، 11 أغسطس 2016

وطن يبحث عن «دبوس»


عندما غنت «ثومة» من كلمات عبد الله الفيصل، رائعتها «ثورة الشك» لم تكن علوم «التشكيك» و«التفكيك» و«التلكيك»، قد حققت مبتغاها في السيطرة على العقول، ولم نكن وصلنا إلى عصر اللامعقول، رغم أن الأمير الشاعر صاحب القصيدة قد بشّر قبل ما يربو على نصف القرن بوصولنا إلى «بئر الخيانة» بعد اشتعال القلوب وحماس المشاعر: )يَقُولُ النَّاسُ إنَّكَ خُنْتَ عَهْدِي وَلَمْ تَحْفَظْ هوايَ وَلَمْ تَصُنِّي** وَأنْتَ مُنَايَ أَجْمَعُهَا مَشَتْ بِيِ إلَيْكَ خُطَى الشَّبَابِ المُطْمَئِنِّ).
وعن الشك و«سنينه» تدور أحاديث مقاهينا هذه الأيام، حيث جلسات «العصاري» مع الشاي «أبو نعناع» وصوت المذياع الذي يعلن من جديد عن ثورة «الست»: (عَلَى أَنِّي أُغَالِطُ فِيكَ سَمْعِي وَتُبْصِرُ فِيكَ غَيْرَ الشَّكِّ عَيْنِي** وَمَا أَنَا بِالمُصَدِّقِ فِيكَ قَوْلاً وَلَكِنِّي شَقِيتُ بِحُسْنِ ظَنِّي).
عندما كنا صغارًا تعلمنا أن تحريض العقل على التفكير، هو أول عتبات التنوير، وكان مرشدنا عبارة ديكارت الشهيرة: «أنا أشك.. إذن أنا موجود» أو «الكوجيتو الديكارتي»، التي أدركنا صوابها في الصبا، وعرفنا صحة العبارة: «أنا أفكر...»، وبفعل هذا الفهم المتأخر اندمج المعنى في ثقافتنا، وأصبح الشك مرادفًا تحفيزيًا للتفكير.
المؤسف أنه في عصر انحدار الأخبار وصعود أبخرة السحب الكلامية، غيبت العقول، وغاب الرجال، وسطع نجم «دواجن» المهن.. كل المهن، لا أستثني مجالاً أو محل عمل أو منزل حياة، و«زاد الطين بلة» وريشًا، أن خرجن علينا «ديوكًا» يكتبون ويخطبون ويتبوأون، وهم «لا ديوك ولا يعرفون».
توهموا أن «العرف» الأحمر يجلب الحظوة والاحترام، وأن وجودهم كحراس عند بوابة، ينفحهم المزايا، ويجلب لهم العطايا، فانتصبوا يفتشون في الضمائر والأفكار.. يعبثون تحت الملابس بالمنخار.. تنتشي قامتهم بـ«تفعيص» المعاني، وحذف الجمل وقتل الكلام.. يتلذذون بدماء أشعارك، ويقفون على جثة القصيدة، يلقون عليك وعلينا من عفونتهم، نصائح بليدة، عن «بلدهم» الجديدة، وأوهامهم السعيدة.
أغلق نادل المقهى الملعون مذياعه، واللعاب يتساقط من شفتيه في سعادة وبلاهة، فقد استطاع أخيرًا أن يخرس كوكب الشرق.. أخرسها هذا الجاهل الأحمق، قبل أن تختم ثورتها وتطرح سؤالها الأخير: (أَجِبْنِي إِذْ سَأَلْتُكَ: هَلْ صَحِيحٌ حَدِيثُ النَّاسِ؟).
ولم يكتف بذلك، بل أدار النادل التلفاز على قناة «المهرجانات» في «النايل سات» ليصرخ فينا مغنيها ويتقيأ كلماته البائسة وهو «يغشلق» صوته كخنجر مسموم يطعن وطنًا ميتًا.. كنا نبحث عن «دبوس صدئ» ربما ننجح في تحفيزه بـ«الشك» ويشعر بوجوده في الحياة.. ورحلنا يطاردنا صدى صوت «أم كلثوم» بين القبور: (خُنْتَ؟ أَلَمْ تَخُنِّي؟).

الأربعاء، 15 يونيو 2016

13 برشامة من أبو شامة

(1)
أبحِرْ في قصص الناجحين.. الصادقة
تصل إلى شاطئ نجاحك.. الحقيقي
#تجربة_حياة

(2)
عندما تنوي الكتابة في الشأن العام
عليك أن ترتدي قفازًا جلديًّا
قبل أن تُخرِج أقلامك الملونة من درج المكتب المغلق
ثم ضع (صبارة) على (حرف) الورقة
وعطِّر محيطها بماء الورد
لا تُسرِف في استخدام (الأحمر)
ولا تحلم مثل (الأزرق)
ولا تحزن كأنك (أسود)
ما أحلاك باللون (الأبيض)
وأنت تستقبل قبلة.. وتتوكل
#الله_أكبر

(3)
علموا أولادكم أن جامع القمامة لا يقل بطولة عن العسكري..
وأن الطبيب (الحكيم) مثل المدرس (المعلم)
مثل الشرطي (الضابط) مثل القاضي (العادل)..
ومثلهم كل الشرفاء من المخلصين في أي مهنة أو عمل..
هم حماة الوطن من كل خطر.
وأن الأب الناجح هو من يحكم بالعدل بين أبنائه..
ولا يفرق بين أي منهم حتى ولو بمحبة خفية..
لأن التمييز يفسد الجميع.
#تواضعوا_تحابوا
#كلنا_خدام_الوطن

(4)
ستجده خلف باب مغلق
كتابًا مفتوحًا ينتظرك
لا تتردد في قراءته جيدًا.. وتعلَّم
فهو قدرك..
درس الماضي
ورؤية المستقبل
#كتاب_الله

(5)
يخاف من الفيروسات الخارجية.. ضعيف المناعة
ويرتعب من المؤامرات الخارجية.. محدود الثقافة
حصنوا أبناءكم بأمصال: الحرية والفن والأدب
فهي أصل الوقاية من كل شطط وتطرف وغباء
افتحوا أمامهم كل الشبابيك..
إن وطنًا جيد التهوية
لن تجدوا فيه إعلامًا فاسدًا ولا (أمين) شرطة (حاتم)
ولا طبيبًا (فاشلًا) ولا مديرًا (جاهلاً)..
#افتح_الشيش_عشان_تعيش

(6)
كيف تحكم شعبًا
يعتقد كل فرد فيه أنه يفهم في الحكم
أكثر من رئيسه وحكومته؟
كيف يُشفى مريض يظن أنه (أشطر) من طبيبه؟
كيف تدافع وتحمي الناس
وهم يسخرون منك كل صباح بآلاف النكات و(القلشات)؟
كيف تربي ابنك وهو لا يحترمك ويرى أنه الأحق منك بالأبوة؟
أو أنه متمرد بطبعه ضد أي سلطة أبوية وكاره لها ولك؟
كيف تعيش في مجتمع يستبيح عرضك لأنك في موضع قيادة؟
أنحني احترامًا وتقديرًا
لكل من يتصدى لمسؤولية في هذا البلد
ويتحمل عبء القيادة في لحظة ممسوخة..
لا يُحترم فيها أحد ولا يُصان فيها عرض..
لحظة التباس..
اختلط فيها النقد بالذم..
وشحَّ فيها الوفاء وفاض فيها الغم.
#لو_ما_احترمتش_أبوك_عيالك_هايضربوك

(7)
صديقي الجالس أمام شاشات الدنيا ونوافذها..
تراقب وتتابع وتلاحق الناس والأحداث
أهديك أشهر أبيات الشاعر العباسي «سلم الخاسر»
«من راقب الناس مات همًّا .. وفاز باللَّذَةِ الجَسُور».
فهي تختزل كل المعاني وتوجز حلًّا لمعضلة العصر.
صديقي..
تخلص من سطوة التكنولوجيا
التي سجنتك في دور «المراقب» السلبي..
وكن جَسورًا وتفاعل مع الدنيا قبل أن تنتهي فجأة.
غامر بالحركة في أي اتجاه.. لأنها... حياة.
#يفوز_باللذات_كل_مغامر
#يموت_بالحسرات_كل_جبان

(8)
النجاح مسيرة.. خطوة واحدة لا تكفي
والحب سيرة.. قصة منه لا تكفي
#سر_السعادة

(9)
(لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ)
رسالة من الله..
إلى أشرف خلق الله، سيدنا ونبينا المصطفى عليه أفضل سلام وصلاة..
وحق علينا أن ننقلها عن المرسل عز وجل إلى مرسل آخر.. أو آخرين..
هدانا الله وإياهم.. وكفَّ أياديهم وأيدينا عن التجبر..
وعفَّ أنفسهم وأنفسنا عن فساد السلطة والسلطان.
#الحرية_حق_الله

(10)
لا يهم أن تكون شجرة..
المهم أن تجد الأرض الطيبة التي تُزرع فيها..
#بلاد_طيبة

(11)
هل تدرك أن بداخلك كنزًا حقيقيًّا؟
لو عرفتَ طريقَه تصبح أغنى إنسان في الكون..
ولكن انتبه..
لا توجد خارطة طريق ثابتة تناسبنا جميعًا..
(الخريطة) لن يرسمها إلا أنت..
وكنزك أنت فقط من يستطيع أن يصل إليه..
كنزك قد يكون...
.. موهبة
.. مهارة
.. مهنة
.. مال
.. محبة
.. مكانة
.. معنًى
.. مصر
#كنزك_في_نفسك

(12)
اليأس والإحباط في عصر الجهل
لا علاج لهما.. إلا كثرة القراءة
فظلمة النفس.. لا ينيرها إلا شعاع الفكر الحر
وظمأ الروح.. لا يرويه إلا فيض إبداع ونهر معرفة
#اقرأ_طهر_روحك

(13)
الحياة كالطريق الدائري
يضيع العمر في مشوار وحيد
تجد نفسك في نهايته
وقد عدتَ من حيث بدأت..
وإن تمردتَ وتوقفتَ في (وسط الدايرة)
تكن مجنونًا.. أو تصبح فنانًا
#الحياة_فن


الخميس، 4 فبراير 2016

كاريكاتير رئاسي: البقية في حياتك

أسعدتني المداخلة الفضائية للرئيس السيسي قبل أيام مع برنامج «القاهرة اليوم» أقدم وأشهر برامج الـ«توك شو» العربية، فقد أشاعت قدر من التفاؤل في أوساط الشباب، ورفعت الغضب من قلوب وعقول الكثيرين.
ولكني عاتب على الرئيس توصيفه حال الوطن بأنه أوشك على السقوط والضياع، فهذا هم نعرفه ونعيشه وسبق للرئيس مناقشته تفصيلا في أكثر من خطاب ولقاء جماهيري، وأظن أن اللحظة كانت تحتاج إلى حديث آخر، كما أري أنه من الصعب تقبل أن الـ50 عامًا الماضية من عمر الوطن كانت رحلة فاشلة أوصلته إلى حتمية البداية الجديدة.
كان هذا ما أكده الرئيس السيسي في مداخلته مع الإعلامي عمرو أديب، وزميلته رانيا بدوي، حيث قال: «إننا نعيش في بقايا دولة.. أشلاء دولة»، وأوضح أن الحالة التي وصلت لها مصر ليست من تراكم 30 عامًا، ولكن من 50 عامًا منذ عام 1967، وأضاف: «أنا قلت قبل كده، أنا باحاول في خلال أول أربع سنوات تثبيت الدولة ومنع انهيارها».


ندرك جميعا ما سبّبته السنوات الخمس الأخيرة في عمر المنطقة من تداعيات كبيرة ستؤثر على مستقبلها القريب والبعيد، وهو المعنى ذاته الذي طرحه مقال الكاتب الأميركي ديفيد إغناتيوس بصحيفة «واشنطن بوست» المنشور قبل أيام تحت عنوان «هيلاري كانت على صواب بخصوص مصر»، يتعرَّض الكاتب فيه لما ذكرَتْه المرشحة المحتمَلَة للرئاسة ووزيرة الخارجية الأميركية السابقة هيلاري كلينتون، في كتابها «خيارات صعبة» الصادر عام 2014، الذي روت في أحد فصوله موقفها من المسألة المصرية خلال أيام ثورتها المجيدة في يناير (كانون الثاني) 2011.
جاءت كلمات كلينتون ساخرة وصادمة، عقب موقف الرئيس الأميركي باراك أوباما بالتخلي الكامل عن مبارك ومطالبته بالرحيل الفوري عن السلطة «الآن»، وبعد أن شرحت لرئيسها «كارثية» آثار موقفه ودعمه للإطاحة بالرئيس المصري رافضًا منحه فترة انتقالية حتى نهاية حكمه، علّقت قائلة: «قد يصبح الوضع على ما يرام في غضون 25 عامًا، لكن أعتقد أن الفترة بين الآن وآنذاك ستكون بالغة الصعوبة بالنسبة للشعب المصري، والمنطقة، ولنا».
إن حديث السيسي مع أديب كان موفَّقًا، ومن إيجابياته استشعار خطورة قنبلة «الأولتراس»، والحديث الصريح عن أزمة الشباب، وإدراك الرئيس أن الدولة فشلت في الوصول والتواصل الحقيقي معهم، وأخيرا جملته المهمة: «أنا مش زعلان من جاويش»، التي خفَّفت احتقانًا نخبويًّا يتصاعد بسبب الحصار المتزايد على الحريات بشكل مباشر أو غير مباشر.

إلا أن الإصرار الرئاسي على طرح هموم الوطن ومشكلاته وشجونه في كل الخطب واللقاءات الجماهيرية، يعيدنا إلى عصر الخطاب السياسي «الترهيبي» في أحاديث السابقين ناصر والسادات ومبارك (ومثلهم الجندي المجهول: طنطاوي، والرئيس المعزول: مرسي)، وكانت أغلبها تُبنى دراميًّا كالتالي: توضيح وتضخيم المصاعب، وإسهاب في شرح المتاعب، ثم يتخللها حديث أبويّ معاتِب، يعقبها دعابة تزيل المراتب وتمحي الرواسب، وختامًا (كطلقة رصاص): مصر بتحارب (..........).
وضَعْ بين القوسين: تحارب الاستعمار أو الإمبريالية (ألد أعداء ناصر) أو في اليمن، أو الصهيونية، أو حرب الاستنزاف، ثم تحارب العدو الإسرائيلي، أو حرب أكتوبر، أو الأرذال (من أقوال الرئيس المؤمن)، ثم تحارب الفساد، أو في العراق، أو الإرهاب، أو إنفلونزا الخنازير، ثم تحارب الثوار أو الفلول أو الأولتراس ثم تحارب «الصوابع اللي بتلعب» أو الفلول والثوار أو «البلاك نايتس» و«الأناركية» و«بانديتا»، ثم تحارب الإخوان والثوار وأخيرًا مصر تحارب الإرهاب (تاني) أو في اليمن (تاني) أو الفساد (تاني).
وطوال هذه الحروب يطلب منا كلّ رئيس أن نتحمل، ونتحمل، ونتحمل، ونتحمل.. وتحملنا 50 عامًا، وكانت النتيجة .. أشلاء.


وختاما: أسأل نفسي (قبل أن تهم وتفعلها): هل لديكِ أي نصيحة يمكن أن تقدمها للرئيس ربما يستفيد منها في خطاباته أو أحاديثه المقبلة؟

للأسف، لا توجد أي نصائح، لأن ما يقوله وسيقوله هو الكلام الحتمي الذي لا مفرَّ منه، فأحاديث الرؤساء مثلها مثله كل العبارات المرتبطة بطبيعة المهنة، فالطبيب مثلًا عقب خروجه من العمليات يقول لك: «البقية في حياتك.. أحنا عملنا اللي علينا والباقي كان على ربنا»، أما صاحب المطعم الذي يتحرش بك قبل أن تنهي طعامك: «ما تخلي.. الحساب بقى يا باشا.. عشان هانقفل»، وغيرها من الأمثلة المعروفة والمتداولة، التي لا بد منها كي تستقيم الحياة وتستمر.. وتستمر.. وتستمر.
===========
*نشر في صحيفة البوابة بتاريخ الخميس 4 فبراير 2016


الأربعاء، 13 يناير 2016

اغتصاب «سهير» وبرلمان «الواد وأبوه»



فجأة ودون سابق إنذار، طاردتني السيدة سهير رمزي، بعد أن انقطع عني منذ زمن بعيد أي جديد عنها، إلا بعض الأخبار النادرة والمفبركة عن أعمال جديدة تنوي تصويرها، ولا تتم طبعا، فقد خرجت السيدة «الفاضلة» من دائرة الضوء قبل سنوات، بعد أن فقدت بريقها كنجمة إغراء، ولا أدري هل كانت تقصد أن تعود من جديد من خلال حوارها مع الإعلامية راغدة شلهوب في برنامجها (100 سؤال) على قناة «الحياة»، لتدخل ذات المناطق الساخنة التي كانت تستهويها، أم أن اللبنانية الحسناء قد غررت بها لتنزلق معها إلى مستنقع البوح الفاضح، فتحكي عن قصة اغتصابها وتفاصيل قبلتها الشاذة مع «حبيبتها» صابرين، وتمر على زيجاتها التي لا تعرف عددها، وتختم بـ«كمال الشناوي» النجم الشهير الذي أحبته ولم تفز به زوجا.. حديث كله «شمال» بلغة أهل هذا الزمان، ولا يخلو من إيحاء وإيماء «شلهوبي» لزوم التسخين.
ومن المفارقات المبكيات أن (سهير رمزي) قد نافست أخبار برلمان «الواد وأبوه»، فتبارت سيرتهما الفاضحة على أشرطة الأخبار التلفزيونية والإلكترونية، ومانشيتات الصحف وألسنة إعلاميينا الكرام، لا فُضت أفواههم، وتنافست على الفوز بالأعلى قراءة ومتابعة ومشاهدة، في عالم أصابه هوس الأرقام، وأصبحت هي مرجعيته الأولى حتى لو كانت مزيفة.
بصدق لم أحاول الربط بين أمرين لا علاقة بينهما، لكنّ كليهما (سهير والبرلمان) أصاباني بالإحباط واليأس، فلا وقار السن وهيبته ولا قدر المكان وشرفه، منحوا أيًا منهما قدرًا من رجاحة العقل كي لا يدفعا بنا إلى هاوية الغثيان والقرف.



فها هي سيدة «مسنة» أعلنت قبل سنوات أنها التزمت ونفضت عنها الماضي وأخطاءه، وأنها تابت وأنابت، تعود لتثير الشهوات بقصص من كهف الذكريات، وتستضيفها واحدة من كبريات الفضائيات المصرية في «إستربتيز» حواري فاقع.
وها هو مجلس النواب (البرلمان) الذي تشكل في أعقد ظرف سياسي يمكن أن يواجه دولة، «وبلعته» معدة المصريين بصعوبة، مسبوقا بموانع «القيء»، ومنحوه فرصة الحياة الشريفة، ليفاجأوا خلال 3 أيام فقط من عمره بانفجار «بالوعة» قصص وحكايات لا حصر لها من مساخر الكوميديا السوداء، وهو ما دفع أعضاء المجلس للموافقة على منع بث جلساته على الهواء مباشرة، منعا لنشر الفضائح التي لن يكون آخرها انتخابات رئيس المجلس ووكيليه ورؤساء اللجان النوعية، ولا استقالة نائب أو مغادرة آخر للمجلس بعد أن كمم فمه بعبارة «ممنوع من الكلام».
وأخيرا..
أشهدك عزيزي القارئ، أمام الله، بحقي التاريخي في تدشين مصطلح برلمان «الواد وأبوه»، الذي يرجع أصله إلى معجزة «مرتضى وولده المنصور»، بعد أن حققا سبقا عالميا، ربما لم يتكرر منذ عصر ما قبل الأسرات الفرعونية القديمة، وهي أن يدخل «الواد» في إيد أبوه إلى المجلس «الموقر»، في مشهد تفوق فيه آل «مرتضى» على آل «مبارك»، بعد فشل مبارك الأب في أن يفعلها مع نجله «جمال» ويورثه مصر.
وأنفي أيضا أي صلة بين مصطلحي «برلمان الواد وأبوه»، ورائعة عندليب الشعبي عم أحمد عدوية «السح الدح أمبو»، لأن حصانة نائبي آل «مرتضى»، تحرمني من شرف الصلة والمقارنة.
وختاما، وبمناسبة الشهر الكريم، شهر يناير العظيم، أذكركم بأن الخامس والعشرين منه كان قبل عام 2011 يمثل ذكرى بطولة وبسالة الشرطة المصرية في مواجهة الاحتلال البريطاني، وأنه بعد 2011 أصبح ذكرى خالدة لملحمة شعب عظيم خرج يطالب بحريته وكرامته ولم ولن يحصل عليها في ظل إعلام سهير رمزي وبرلمان الواد وأبوه.
الوطن في محنة لا تحتمل هذا الهزل، أفيقوا قبل أن يغرقنا طوفان الأيام القادمة.


التاريخ في حضرة الشامة (1) - 19 يوليو 2014

كنا في أواخر شهر رمضان، جاي لي تليفون من شخص  كنت شايف إنه أذاني جدا، واتسبب لي في اكبر خسارة حصلت لي في حياتي..  وكنت مسخر نفسي بادعي عليه ...