الاثنين، 28 سبتمبر 2015

هل أصبح مقدساً أن تبوح بما في عقلك ؟



كيف نحيا وسط دوامات الكذب؟
كيف ندرك الحقيقة ونكمل الطريق؟
- - - - - - - - - - - - - - -
بلغ الشك مداه، في كل أمر يحاول أن يتخذ فيه قرارا، طاردته "فوبيا" الكذب، البائع يكذب ليبيع بضاعته الفاسدة، والموظف يزور كي يمنحه شهادة كاذبة، والزوجة تجمل كي تستمر الحياة، والأبناء يخادعونه كي ينفذوا خططهم، والعالم من حوله محاط بفضاء محكم من الأكاذيب من السياسة إلى الصحة ومن الرياضة إلى "البزنس"، فضاء إعلامي خبره وعرفه بحكم المهنة وأصبح يدرك أن الجميع يعمل وفق أجندة معدة مسبقا، ومن كثرة الأجندات" أصبح -هو نفسه- لا يعرف لأي "أجندة" ينتمي، فهو أيضا يمارس الكذب المنتظم كي يعيش ويكمل طريقه، حتى شعر بان الطريق قد تعب منه، وقرر أن ينقطع فجأة.
قبل أن يكتب فكر .. هل ينشر؟
وقبل أن يقرر .. تذكر أنه لا أحد يقرأ إلا وفق أجندته، هذا لو قرأ ولم يكتف بعنوان أو كلمة يأخذ منها انطباعا -في الغالب مغلوط- ثم يكمل منها رحلته الشخصية مع الكذب ويحلل كلامك بما يهواه، ويفند قصتك كما يريد أن يسمعها، ليرسم عنك صورة حقيرة، يتحول بعدها ما كتبته إلى دليل إدانة على جريمة لم تشاهدها، وربما لم تحدث أصلا.
وقبل أن يبدأ .. قرر ألا يكمل.. قرر أن ألا يكتب شيء.. ويكتفي بالصمت.
قرر ألا يتورط في كذبة جديدة يصنعها هو أو تصنع من خلاله..
قرر أن يصمت إلى حين..
لا يكتب..
لا يتكلم..
لا يغني..
لا يرقص..
لا يصلي..
لا يتذكر..
لا ينسى..
لا يحب..
لا يكره..
لا يخرج..
لا يدخل..
وجلس وحيدا في الصحراء..
وتمضي الأيام..
بطيئة..
ثقيلة..
مملة..
وهو مكانه.. على ثباته.. ومبدأه..
لا يتراجع.. ولا يستسلم..
حتى فاجأته ذات صباح.. قبلة من حسناء أوربية.. قطعت الآف الأميال لتراه.
شعر بأن هذه الـ"بوسة" الخيالية.. هي جائزته الخاصة التي حصل عليها لرفضه أن يتورط في هذا العالم، ويصبح جزء من كذبته الكبيرة.

التاريخ في حضرة الشامة (1) - 19 يوليو 2014

كنا في أواخر شهر رمضان، جاي لي تليفون من شخص  كنت شايف إنه أذاني جدا، واتسبب لي في اكبر خسارة حصلت لي في حياتي..  وكنت مسخر نفسي بادعي عليه ...