صديقي العزيز
مات على البدري الذي أحب المرأة الطموحة وانكسر فى ليالي الحلمية
مات سامح الفنان المراهق الذي كسرته عقده والمادة في الحب وأشياء أخرى
مات صاحب المبادئ والقيم الذي عشق دونكيشوت في رحله أبو العلا البشرى
مات الرسام هشام الذي كان مشتتا بين اختيار الحب أم الفن في الرايا البيضا
مات احمد شوقي الذي انتقم من ابنة عمه ليأخذ بثأر أبوه في الشهد والدموع
مات الوردانى الذي اختل عقليا على أبواب المدينة
مات الفارس الأخير بعد حلم بالطيران ودفع تمن حلمه
مات بشر عامر عبد الظاهر اللي نصه جريجى ونصه اسكندرانى في زيزينيا
مات عميد عائله الشراغيش عاشق الإسكندرية في النوة
مات الدكتور ثناء أبو الحسن في دماء على الإسفلت
مات حسن عز الرجال في كتيبة الإعدام
مات صاحب الناس اللي في التالت
مات حسن أرابيسك
مات عمده المصراوية
مات الرجل الذي صاحبنا في كل أحلامنا وداعب خيالنا بجمله الحوارية الخلابة
لم يكن رجل واحد، لقد فقدنا يوم الجمعة الماضية شخوص درامية عاش معها كل جيلنا الذي تفتح وعيه على ثقافة المشاهدة بديلا عن أي ثقافة أخرى، فكانت التجربة الدرامية تجربة حية يومية دسمة صادمة دفعتنا للعنة الكتابة ورغبة مكبوتة للاعتراف على الورق.
مات الرجل الذي لم يستطع البعد عن مصر حتى لتوفير لقمه العيش فترك الكويت بعد 7 أشهر كافرا بالقومية العربية ومطلبه بعمل كومنولث للدول الناطقة بالعربية، مات الرجل الذي استقال من جامعه الأزهر كأخصائي اجتماعي عام 82 ليتفرغ للعمل ككاتب تليفزيوني بعد أن شعر أن الحياة بدون كتابة مستحيلة.
كان يدخن 120 سيجاره يوميا و20 فنجان قهوة ليقع صريع ذبحه صدريه بين عامي 94 إلى 99 ، مات الشخص الرقيق الصدامي صاحب الصداقات القليلة الحميمة جدا والعداوات الكثيرة والتي ظهرت في جنازته التي تجاهلها الكثيرين وأولهم الحكومة.
مات في لحظة انكسار مصري خالص وإحباط عام ومناخ ملوث طارد للإبداع ولأصحاب الأقلام الشريفة، مات لان الفن له ضريبة تدفع مقدما أو لاحقا.
مات بعد أن جلس يشاهد 38 عاما ليكتب وهو على مشارف الأربعين مشاهد درامية ستظل عالقة بذهن المصريين سنوات طويلة حتى يظهر مبدع آخر.
بيد أن التاريخ يؤكد انه لا يولد فنان من رحم فنان فالعبقرية تحتاج إلى فترة نقاهة حتى تظهر من جديد
ويبدو أن مصر مهيأة الآن لقصار القيمة والقامة ولا مكان للنبلاء وأصحاب الفكر
كلمه أخيره
كانت حكمه الراحل أسامة الدائمة (( أن تتحسر على ما فات خيرا لك من أن تندم على ما لم تفعل ))
رحمه الله
محمد الشيمي - الرياض
مات على البدري الذي أحب المرأة الطموحة وانكسر فى ليالي الحلمية
مات سامح الفنان المراهق الذي كسرته عقده والمادة في الحب وأشياء أخرى
مات صاحب المبادئ والقيم الذي عشق دونكيشوت في رحله أبو العلا البشرى
مات الرسام هشام الذي كان مشتتا بين اختيار الحب أم الفن في الرايا البيضا
مات احمد شوقي الذي انتقم من ابنة عمه ليأخذ بثأر أبوه في الشهد والدموع
مات الوردانى الذي اختل عقليا على أبواب المدينة
مات الفارس الأخير بعد حلم بالطيران ودفع تمن حلمه
مات بشر عامر عبد الظاهر اللي نصه جريجى ونصه اسكندرانى في زيزينيا
مات عميد عائله الشراغيش عاشق الإسكندرية في النوة
مات الدكتور ثناء أبو الحسن في دماء على الإسفلت
مات حسن عز الرجال في كتيبة الإعدام
مات صاحب الناس اللي في التالت
مات حسن أرابيسك
مات عمده المصراوية
مات الرجل الذي صاحبنا في كل أحلامنا وداعب خيالنا بجمله الحوارية الخلابة
لم يكن رجل واحد، لقد فقدنا يوم الجمعة الماضية شخوص درامية عاش معها كل جيلنا الذي تفتح وعيه على ثقافة المشاهدة بديلا عن أي ثقافة أخرى، فكانت التجربة الدرامية تجربة حية يومية دسمة صادمة دفعتنا للعنة الكتابة ورغبة مكبوتة للاعتراف على الورق.
مات الرجل الذي لم يستطع البعد عن مصر حتى لتوفير لقمه العيش فترك الكويت بعد 7 أشهر كافرا بالقومية العربية ومطلبه بعمل كومنولث للدول الناطقة بالعربية، مات الرجل الذي استقال من جامعه الأزهر كأخصائي اجتماعي عام 82 ليتفرغ للعمل ككاتب تليفزيوني بعد أن شعر أن الحياة بدون كتابة مستحيلة.
كان يدخن 120 سيجاره يوميا و20 فنجان قهوة ليقع صريع ذبحه صدريه بين عامي 94 إلى 99 ، مات الشخص الرقيق الصدامي صاحب الصداقات القليلة الحميمة جدا والعداوات الكثيرة والتي ظهرت في جنازته التي تجاهلها الكثيرين وأولهم الحكومة.
مات في لحظة انكسار مصري خالص وإحباط عام ومناخ ملوث طارد للإبداع ولأصحاب الأقلام الشريفة، مات لان الفن له ضريبة تدفع مقدما أو لاحقا.
مات بعد أن جلس يشاهد 38 عاما ليكتب وهو على مشارف الأربعين مشاهد درامية ستظل عالقة بذهن المصريين سنوات طويلة حتى يظهر مبدع آخر.
بيد أن التاريخ يؤكد انه لا يولد فنان من رحم فنان فالعبقرية تحتاج إلى فترة نقاهة حتى تظهر من جديد
ويبدو أن مصر مهيأة الآن لقصار القيمة والقامة ولا مكان للنبلاء وأصحاب الفكر
كلمه أخيره
كانت حكمه الراحل أسامة الدائمة (( أن تتحسر على ما فات خيرا لك من أن تندم على ما لم تفعل ))
رحمه الله
محمد الشيمي - الرياض